وقوله: "مثل الجَوْبة" بفتح الجيم، وسكون الواو، بعدها موحدة: أي الفرجة.
وقال ابن منظور: والجَوْبة: فَجْوَةُ ما بين البيوت، والجَوبةُ: الحفرة، والجوبةُ فضاء أملس، سهلٌ بين أرضين، وقال أبو حنيفة -يعني الدينوريّ -: الجوبة من الأرض الدّارَة، وهي المكان المُنْجَاب الوَطِىءُ من الأرض، القليلُ الشجرِ، مثلُ الغائط المستدير، ولا يكون في رَمْل، ولا جبل، إنما يكون في أَجْلاد الأرض، ورِحَابها، سمي جوبة لانجياب الشجر عنها، والجمع جَوْبَات، وجُوَبٌ نادرٌ.
وفي "التهذيب": الجَوْبة شِبْهُ رَهْوَة تكون بين ظهراني دُور القوم، يسيل منها ماء المطر، وكلّ منفتق يتّسع فهو جَوبة، وفي حديث الاستسقاء: "حتى صارت المدينة مثل الجوبة" قال: هي الْحُفْرَة المستديرة الواسعة، وكلّ منفتق بلا بناء جَوْبةٌ، أي حتى صار الغيم والسحاب محيطًا بآفاق المدينة. انتهى (?).
وقال القرطبي: المعنى أن السحاب تقطّع حول المدينة مستديرًا، وانكشف عنها حتى باينت ما جاورها مباينة الجوبة لما حولها (?).
وضبطه بعضهم بالنون بدل الموحّدة، قال عياض: وهو تصحيف (?).
وقوله: "بالجود" بفتح الجيم، وسكون الواو، بعدها قال مهملة: أي المطر الواسع الغزير.
قال الجامع - عفا اللَّه عنه -: هذا الحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق تمام البحث فيه في 1/ 1505، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...