شرحه/ والكلام عدى مسائله مستوفًى هناك، فراجعه تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.
وقوله: "قال شعبة الخ" يعني أن شعبة قال: إن عطاء ذكر في حديثه من إطالة السجود نحو ما ذكره في الركوع.
وقوله: "يبكي في سجوده، وينفخ" أي تأسّفا على حال أمته لما رأى في ذلك الموقف من الأمور العظام، حتى النار، فخاف عليهم.
وقوله: "رب لم تعدني الخ" هذا محل الترجمة، حيث إنه بيّن ما قاله النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - في حال سجوده في صلاة الكسوف، فيدلّ على مشروعية الدعاء، والتضرّع إلى اللَّه تعالى فيها.
وقوله: "أو قال: فعل أحدهما الخ" شكّ من الراوي، أي إذا فعل أحد القمرين شيئًا مما ذكر، يعني أن أحدهما حصل له شيء من الانكساف، فاسعوا إلى ذكر اللَّه، أي بادروا إلى ذكر اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-. وذكر اللَّه يعم الصلاة، والدعاء، والاستغفار ونحوها. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
* * *
1497 - (أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ, عَنِ الْوَلِيدِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَمِرٍ, أَنَّهُ سَأَلَ الزُّهْرِيَّ, عَنْ سُنَّةِ صَلاَةِ الْكُسُوفِ, فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ, فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - رَجُلاً, فَنَادَى أَنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةً, فَاجْتَمَعَ النَّاسُ, فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَكَبَّرَ, ثُمَّ قَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً, ثُمَّ كَبَّرَ, فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً, مِثْلَ قِيَامِهِ أَوْ أَطْوَلَ, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ, وَقَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» , ثُمَّ قَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً, هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى, ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً, هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ, فَقَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» , ثُمَّ كَبَّرَ, فَسَجَدَ سُجُودًا طَوِيلاً, مِثْلَ رُكُوعِهِ, أَوْ أَطْوَلَ, ثُمَّ كَبَّرَ, فَرَفَعَ رَأْسَهُ, ثُمَّ كَبَّرَ, فَسَجَدَ, ثُمَّ كَبَّرَ, فَقَامَ, فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلةً, هِيَ أَدْنَى مِنَ الأُولَى, ثُمَّ كَبَّرَ, ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً, هُوَ أَدْنَى