قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أن الحديث صحيح متّصل، وأن سماع عبد الرحمن عن عائشة صحيح، قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" ج 3/ 142 - 143 معلّقًا على كلام الدارقطني السابق: ما نصّه: وذكر الطحاوي عن عبد الرحمن أنه دخل على عائشة بالاستئذان بعد احتلامه، فلو أطلق الدارقطني دخوله عليها, ولم يقيده بأنه كان وهو مراهق لكان أولى، وذكر صاحب "الكمال" أنه سمع منها. انتهى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
* * *
1457 - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ زُهَيْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا وَبَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَزِيدُ فِي السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ, لاَ يُصَلِّي قَبْلَهَا, وَلاَ بَعْدَهَا. فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَصْنَعُ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا السند تقدم الكلام عليه في الباب الماضي، سوى:
1 - (وَبَرَة بن عبد الرحمن) -بفتح الواو، والموحدة- الّمُسْليّ -بضم أوله، وسكون المهملة، بعدها لام- أبو خُزيمة، أو أبو العباس الكوفي، ثقة [4].
روى عن ابن عمر، وابن عباس، وأبي الطفيل، وغيرهم. وعنه العلاء بن زُهير، وأبو إسحاق السبيعي، والأعمش، ومسعر، وغيرهم.
قال ابن معين، وأبو زرعة: ثقة. وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن سعد: تُوفي في ولاية خالد بن عبد اللَّه القَسْري على الكوفة، وكذا قال الهيثم بن عديّ، وخليفة، وزاد سنة (116).
روى له الجماعة، سوى الترمذي، وابن ماجه، وله في هذا الكتاب ثلاثة أحاديث، هذا، و (2929) حديث: رأينا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أحرم بالحجّ، فطاف بالبيت ... " الحديث، و (5313) حديث: "لم يرخّص في الديباج إلا موضع أربع أصابع ... " الحديث.
2 - (ابن عمر) عبد اللَّه - رضي اللَّه عنهما -، تقدم 12/ 12. ولطائف الإسناد تقدم في الباب الماضي. واللَّه تعالى أعلم.