أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً, لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ (?) مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي, يَسْأَلُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ». قُلْنَا: يُقَلِّلُهَا, يُزَهِّدُهَا".
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (عمرو بن زُرارة) بن واقد الكلابي، أبو محمد النيسابوري، ثقة ثبت [10] تقدم 7/ 368.
2 - (إسماعيل) بن إبراهيم المعروف بابن عُلَية البصري، ثقة ثبت [8] تقدم 18/ 19.
3 - (أيوب) بن أبي تَميمة السختياني تقدم في الباب الماضي.
4 - (محمد) بن سيرين الإِمام الحجة المشهور [3] تقدم 46/ 57.
والصحابي تقدّم أوّل الباب، وكذا شرح الحديث.
وقوله: "قلنا: يقلّلها، يزهّدها" الجملة الثانية بدل من الأولى.
وهكذا بإبهام القائلين، وكذا في رواية البخاريّ في "الطلاق" من طريق سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين.
وفي رواية البخاري في "الصلاة" من رواية الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "وأشار بيده يقللَّها"، قال في "الفتح": هكذا هنا بإبهام الفاعل، وفي رواية أبي مصعب عن مالك: "وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية سلمة بن علقمة، عند البخاري في "الطلاق": "ووضع أنملته على بطن الوسطى، أو الخنصر، قلنا: يزهدها"، وبَيَّنَ أبو مسلم الكجيّ أن الذي وضع هو بشر بن المفضل راويه عن سلمة بن علقمة، وكأنه فسر الإشارة بذلك، وأنها ساعة لطيفة تنتقل ما بين وسط النهار إلى قرب آخره.
وبهذا يحصل الجمع (?) بينه، وبين قوله: "يزهّدها"، أي يقللها, ولمسلم من رواية محمد بن زياد، عن أبي هريرة: "وهي ساعة خفيفة"، وللطبراني في "الأوسط" في حديث أنس - رضي الله عنه -: "وهي قدر هذا، يعني قبضة". قال الزين ابن المنيّر: الإشارة لتقليلها هو الترغيب فيها، والحضّ عليها, ليَسَارَة وقتها، وغَزَارَة فضلها انتهى (?). والله تعالى أعلم.
(قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ بِهذَا الْحَدِيثِ غَيْرَ رَبَاحِ، عَنْ مَعْمَرِ، عَنِ
الزُّهْرِيُّ، إِلَّا أَيُّوبَ بْنَ سُوَيْد، فَإِنَّهُ حَدَّثَ بهِ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ، وَأَبِي
سَلَمَةَ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ) (?).