48 - عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري، عنه. وفي "عمل اليوم والليلة" -49 - عن أحمد بن بكّار، عن محمد بن سلمة (?)، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري به.
وأخرجه (مسلم) 2/ 16. (أبو داود) رقم 980 و981. (الترمذي) 3220. (مالك) في "الموطإ" ص 120 (أحمد) 3/ 118، و4/ 119 و5/ 273. (الدرامي) رقم 1349 (عبد بن حُميد) 234 (ابن خزيمة) 711. والله تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: في فوائده:
منها: ما بوّب له المصنف رحمه الله تعالى، وهو بيان الأمر بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ومنها: ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من التواضع، ومكارم الأخلاق، ومحاسن الشِّيَم، حيث كان يزور أصحابه في مجالسهم إكراماً وتأنيساً لهم.
ومنها: أنه ينبغي للإمام أن يخصّ رؤساء القوم وسادتهم بالزيارة في مجالسهم تأنيساً لهم، واستجلاباً لمودتهم، وتنويهاً بشرفهم لدى أتباعهم حتى يزدادوا لهم تعظيماً وطاعة.
ومنها: ما كان عليه الصحابة من العناية بالسؤال عن مهمّات الدين، ومُعضِلات المسائل الشرعية، حتى يعملوا بمقتضى ما يُجيبهم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يتشرّعوا من عند أنفسهم، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية [الحجرات: 1].
ومنها: ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من التأدب مع مولاه، عند توجيه السؤال الديني إليه، فلا يبتدىء بجواب سؤال السائل من عند نفسه، بل ينتظر الوحي، فكان كما قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3 - 4].
ومنها: بيان أن الأمر بالتشهد كان متقدّماً على الأمر بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، لقوله: "والسلام كما قد علمتم".
ومنها: أنه استُدلّ به على تعيّن هذا اللفظ الذي علّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه في امتثال الأمر، سواء قلنا بالوجوب مطلقاً، أو مقيداً بالصلاة، وأما تعيّنه في الصلاة فعن أحمد في رواية، والأصحّ عند أتباعه لا تجب.
واختلف في الأفضل: فعن أحمد أكمل ما ورد، وعنه يتخيّر، وأما الشافعية فقالوا: يكفي أن يقول: "اللَّهم صل على محمد"، واختلفوا هل يكفي الإتيان بما يدلّ على ذلك، كأن يقوله بلفظ الخبر، فيقول: صلى الله على محمد، مثلاً، والأصحّ إجزاؤه،