135/ 211.
2 - (الليث) بن سعد الإمام الحافظ الحجة الفقيه المصري [7] تقدم 31/ 35.
3 - (يزيد بن أبي حبيب) سُويد، أبو رجاء المصري، ثقة فقيه يرسل [5] تقدم 134/ 207.
4 - (عمران بن أبي أنس) القُرشي العامري المدني نزيل الإسكندرية، ثقة [5] تقدم 8/ 697.
والباقيان تقدما في السند الماضي.
وقوله: "ذو الشمالين" اختلف العلماء، هل هو ذو اليدين المتقدّم، أم غيره؟، والأكثرون على أن قوله "ذو الشمالين" وَهَمٌ، والصواب "ذو اليدين".
قال الجامع: عندي أن دعوى الوَهَم في هذا محلّ نظر، لاتفاق كلِّ من الزهري كما يأتي قريبًا، وعمران بن أبي أنس، كما في هذه الرواية، ومعمر، كما رواه عبد الرزاق في "جامعه"، عنه، عن أيوب، عن ابن سيرين، وسفيان بن حسين، عن ابن سيرين، فكلهم قالوا: "ذو الشمالين".
فتغليط هؤلاء الرواة غير صحيح، بل الذي يظهر لي أن ذا اليدين يسمى بذي الشمالين، ويؤيد هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: "أصدق ذو اليدين"، بعد أن سماه أبو هريرة ذا الشمالين، فدلّ على أنه كان يسمى بالاسمين معا. وقد تقدم البحث في هذا مستوفًى في المسألة الخامسة في الحديث الأول من هذا الباب، فمن أراد الاستفادة فليُراجع هناك. وبالله تعالى التوفيق.
وقوله: "أَنُقصت الصلاة"، وقوله: "لم تنقص الصلاة" يحتمل أن يكون بالبناء للفاعل، و"الصلاة" مرفوع على الفاعلية، ويحتمل أن يكون بالبناء للمفعول، و"الصلاة" نائب فاعله.
وذلك لأن "نَقَصَ" يتعدى، ويلزم، قال الفيّومي -رحمه الله-: نقَصَ نَقّصًا، من باب قتل، ونُقْصانًا، وانتقص: ذهب منه شيء بعد تمامه، ونقصتُهُ، يتعدّى، ولا يتعدّى، هذه اللغةُ الفصيحة، وبها جاء القرآن في قوله تعالى: {نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41]، وقوله: {غَيْرَ مَنْقُوصٍ} [هود: 109]، وفي لغة ضعيفة يتعدّى بالهمزة والتضعيف، ولم يأت في كلام فصيح، ويتعدّى أيضًا بنفسه إلى مفعولين، فيقال. نَقَصتُ زيدًا حقهُ، وانتقصتُهُ مثلُهُ. انتهى.
وقوله: "بلى" حرف جواب تأتي بعد نفي، فترفع حكم النفي، وتثبت نقيضه، وهو الإثبات، فإذا قيل: ما قام زيد، وقلت في الجواب: "بلى"، فمعناه إثبات القيام لزيد،