وأخرجه البخاري من حديث سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، ولفظه: قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر، أو العصر، فسلّم، فقال له ذو اليدين: الصلاةُ يا رسول الله أنقصت؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "أحقّ ما يقول؟ " قالوا: نعم، فصلى ركعتين أُخريين، ثم سجد سجدتين.

وعند مسلم من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب: فقام ذو اليدين، فقال: يا رسول الله أقصرت الصلاة، أم نسيت؟، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - يمينًا وشمالًا، فقال: "ما يقول ذو اليدين؟ " قالوا: صدق، لم تُصلّ إلا ركعتين، فصلى ركعتين، وذكر بقيته.

وعند أبي داود في حديث حماد بن زيد، عن أيوب: فقام رجلٌ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسمّيه "ذا اليدين"، فقال: يا رسول الله! أنسيت، أم قصرت الصلاة؟ فقال: "لم أنسَ، ولم تقصر الصلاة"، قال: بلى قد نسيت يا رسول الله! فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القوم، فقال: "أصدق ذو اليدين؟ "، فأومؤوا، أي نعم، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مقامه، فصلى الركعتين الباقيتين، ثم سلّم، وذكر سجدتي السهو.

وقد رواه مسلم من حديث حماد بن زيد، لكن لم يذكر سياقه، بل أحال على حديث سفيان بن عيينة، وقال: "بمعناه". وقال أبو داود: لم يذكر فيه "فأومؤوا" ألا حماد بن زيد.

وفي حديث ضَمْضَم بن جَوْس، عن أبي هريرة: فلمّا قضى الصلاة سجد سجدتين، ثم سلم. كذلك أخرجه البزّار من حديث عليّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عنه، ثم استغربه. وفي حديث حماد بن سلمة عنده، قال: "لم تقصر، ولم أنس"، قال: إنك سلّمت في الركعتين. وهكذا هو عنده أيضا من روايته عن حبيب بن الشهيد، وحميد، ويونس، وهشام، وأيوب، كلهم عن ابن سيرين. وكذا هو عند ابن ماجه من حديث أبي أُسامة، عن ابن عون، عن ابن سيرين. والله أعلم.

وقد تابع أبا هريرة - رضي الله عنه - على هذه القصّة عمران بن حُصَين، وعبد الله بن عمر، ومعاوية بن حُدَيج، وابن مسعدة صاحب الجيوش، وأبو العريان، قيل: إنه أبو هريرة، وذو اليدين، وابن عباس - رضي الله عنهم -.

أما حديث عمران بن حصين، فقد أخرجه مسلم، وأحمد في "مسنده"، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، كلهم من طريق أبي قلابة الجرمي، عن عمه أبي المهلب (?)، عن عمران - رضي الله عنه -. وجاء في بعض طرقه في "السنن" زيادة التشهّد بعد سجدتي السهو.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015