أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، والباقون، له عندهم حديث الباب فقط. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف رحمه الله تعالى (ومنها): أن رجاله عندهم موثقون، ومن رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له مسلم، وهقل، فما أخرج له البخاري (ومنها): أن الثلاثة الأولين دمشقيون، ويحيى يمامي، والباقيان مدنيان (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعي. يحيى عن أبي سلمة (ومنها): أن صحابيه من المقلين، ليس له في الكتب الستة إلا حديث الباب. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن أبي سلمة بن عبد الرحمن) أنه (قال: حدثني ربيعة بن كعب الأسلميُّ) رضي الله تعالى عنه (قال: كنت آتي رسول ال - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية مسلم: "كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بوضوئه". . .
والحديث اختصره مسلم وأصحاب السنن، وقد ساقه في "مسند أحمد" مطولا، قال عبد الله بن أحمد رحمهما الله تعالى جـ 4 ص 59:
حدثني أبي، حدثنا يعقوب، يعني ابن إبراهيم بن سعد- قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمَّد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن مجمر، عن ربيعة بن كعب، قال: كنت أَخدُم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقوم له في حوأئجه نهاري أجمعَ حتى يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الأخيرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجةٌ، فما أزال أسمعه يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، وبحمده" حتى أملَّ، فأرجع، أو تغلبني عيني، فأرقد، قال: فقال لي يوما لمَا يرى من خِفَّتي له، وخدمتي إياه: "سلني يا ربيعة، أعطك" قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله، ثم أعلمك ذلك، قال: ففكرت في نفسي، فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقًا سيكفيني، ويأتيني، قال: فقلت: أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي، فإنه من الله عز وجلّ بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت، فقال: "ما فعلت يا ربيعة؟ "، قال: فقلت: نعم يا رسول الله، أسألك أن تشفع لي إلى ربك، فيعتقني من النار، قال: فقال: "من أمرك بهذا يا ربيعة؟ " قال: فقلت لا والله الذي بعثك بالحقّ ما أمرني به أحد، ولكنك لَمَّا قلت: سلني أعطك، وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به، نظرت في أمري، وعرفت أن الدنيا منقطعة، وزائلة، وأن لي فيها رزقا