والجملة مفعول "يدري" معلق عنها العامل بسبب "ما" الاستفهامية.
وقوله: "ما عِبْتَ من صلاتي" على صيغة الخطاب، و"ما" استفهامية أيضا.
وقوله: "إنها لم تتم" الضمير للقصّة. وهو الضمير الذي يسمى في المذكر بضمير الشأن، وهو ضمير يُفَسَّر بجملة بعده، كقوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ} [طه: 74]، وقوله: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]. قال ابن مالك رحمه اللَه تعالى في "الكافية الشافية":
وَمُضمَرُ الشَّأْنِ ضَمِيرٌ فُسِّرَا ... بِجُمْلَةِ كَإِنَّهُ زَيْدٌ سَرَى
لِلابْتِدَا أَوْ نَاسِخَاتِهِ انْتَسَبْ ... إِذَا أَتَى مُرْتَفِعًا أَوِ انْتَصَبْ
وَإنْ يَكُنْ مَرْفُوعَ فِعْلِ اسْتَتَرْ ... حَتْمًا وَإِلَّا فَتَرَاهُ قَدْ ظَهَرْ
فِي بَابِ إِنَّ اسْمَا كَثِيرًا يُحْذَفُ ... كَإِنَّ مَنْ يَجْهَلْ يَسَلْ مَنْ يَعْرِفُ
وَجَائِزٌ تَأنِيثُهُ مَتْلُوَّ مَا ... أُنِّثَ أَوْ تَشْبِيهَ أُنْثَى أَفْهَمَا
وَقَبْلَ مَا أُنِّثَ عُمْدَةً فَشَا ... تَأنِيثُهُ كَإِنَّها هِنْدٌ رَشَا (?)
وقوله: "يسبغ الوضوء" من الإسباغ، أي يكمله.
وقوله: "قال همام الخ" هو همام بن يحيى الراوي عن إسحاق بن عبد الله، يعني أنه سمع إسحاق مرة يقول: "ثم يكبر الله عز وجلّ، ويحمده، ويمجده"، ومرّة يقول: "ويحمد الله، ويمجّده، ويكبّره".
وقوله: "ويقرأ ما تيسر من القرآن"، قال بعضهم: فيه دليل للحنفية في قولهم بعدم وجوب قراءة الفاتحة.
قال الجامع عفا الله عنه: هذا غير صحيح؛ لأن المراد بما تيسر هي الفاتحة، فقد ثبت عند أحمد، وأبي داود في هذا الحديث، وصححه ابن حبان "ثم اقرأ بأم القرآن، ثم اقرأ بما شئت". فظهر بهذا أن المراد بقوله: "ما تيسر" هي الفاتحة. والله تعالى أعلم.
وقوله: "وقد سمعته يقول: جبهته" القائل هو همام كما تقدم قريبا. وبقية مباحث الحديث تقدمت في مبحث الركوع، فراجعها تستفد.
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".