شيخه هو أحد مشايخ الأئمة الستة كُلِّهِم، الذين يروون عنهم بلا واسطة (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض، وفيه رواية الأقران. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن عبد الله بن مسعود) رضي الله تعالى عنه، أنه (قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر في كل خفض ورفع) زاد في الرواية الآتية -173/ 1142 - من طريق الفضل بن دُكَين، ويحيى بن آدم، كلاهما عن زهير: "وقيام، وقعود". والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في كل انتقالاته. وهذا باعتبار الغالب؛ لأنه لا تكبير في الرفع عن الركوع، وإنما هو التسميع، والتحميد.
وفيه دليل علي مشروعية التكبير في كل خفض ورفع، وقيام وقعود، سوى الرفع من الركوع، فيقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد".
قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى بعد إخراج حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - هذا: ما نصّه: والعمل على هذا عند أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وعليه عامة الفقهاء والعلماء. انتهى كلام الترمذي. جـ 1 ص 160.
وقال قوم: لا يشرع التكبير إلا للإحرام فقط، وقال آخرون: ليس بسنة إلا في الجماعة، وأما من صلى وحده فلا بأس عليه أن لا يكبر.
وقد تقدم تحقيق الكلام في هذه المسألة، وترجيح الراجح منها بدليله في -84/ 1023 - فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.
(ويسلم عن يمينه، وعن يساره) ولفظ الرواية المذكورة: "ويسلم عن يمينه، وعن شماله، السلام عليكم، ورحمة الله، حتى يُرَى بياض خده"، وسيأتي البحث عن السلام في محله -70/ 1319 - إن شاء الله تعالى.
(وكان أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - يفعلانه) أي يفعلان ما ذكر من التكبير في كل خفض، ورفع، ومن التسليم عن اليمين واليسار. زاد في -180/ 1149 - من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق "عثمان" - رضي الله عنه -، ولفظه: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر في كل رفع ووضع، وقيام وقعود، وأبو بكر، وعمر، وعثمان - رضي الله عنهم -". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته: