مات من الصحابة بالبصرة، مات سنة -1 أو [2]، أو 93 - . والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي، أنه (قال: سألت أنسا) - رضي الله عنه -، هذه الرواية تُبَيِّنُ السائل المبهم في رواية البخاري من طريق همام، عن قتادة، قال: "سئل أنس" ... بأنه قتادة الراوي (كيف كانت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) "كيف" في محل نص خبر "كان "مقدم وجوبا، وجملة "كان" في محل نصب مفعول "سأل"، معلق عنها العامل.
والمعنى على أي صفة كانت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أكانت مدّا، أم كانت قصرا؟ (قال) أنس - رضي الله عنه - (كان يمد صوته مدًّا) ولفظ البخاري: "كان يمدّ مدًّا". أي كان يطيل صوته بالحروف الصالحة للإطالة، وهي كل حرف بعده ألف، أو واو، أو ياء، كما في قوله تعالى: {نُوحِيهَا} [هود: 49].
والمد المصطلح عليه عند القراء على ضربين: أصلي، وهو إشباع الحرف الذي بعده ألف، أو واو، أو ياء، وليس بعد كلَّ منها همَز، أو سكون، وهو المسمى بالمد الطبيعي.
والفرعي ما زيد فيه بعد الألف، والواو، والياء همز، أو سكون، كلفظ "جاء"، و"نستعين". (?)
قال الإمام الشاطبي -رحمه الله- له في "حرز الأماني":
إِذَا أَلِفٌ أَوْ يَاءُ هَا بَعْدَ كَسْرَةِ ... أَوُ الْوَاوُ عَنْ ضَمَّ لَقِي الْهَمْزَ طُوَلَا
قال أبو شامة -رحمه الله-: ومعنى "طول": مُدّ؛ لأن حرف المدَّ كلما طول ازداد مدّا، ثم قال: فإذا اتفق وجود همزة بعد أحد هذه الحروف طول ذلك المد، استعانة على النطق بالهمزة محققا، وبيانا لحرف المدَّ، خوفا من سقوطه عند الإسراع، لخفائه، وصعوبة الهمزة بعده، وهذا عام لجميع القراء إذا كان ذلك في كلمة واحدة، نص على ذلك جماعة من العلماء المصنفين في علم القراءة من المغاربة والمشارقة. انتهى. (?)
وقال شمس الدين الجزري -رحمه الله- في "مقدمته":
وَالْمَدُّ لَازِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى ... وَجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا
فَلَازِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدّ ... سَاكِنُ حَالَينِ وَبِالطُولِ يُمَدْ
وَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ ... مُتَصِلَا إِنْ جمُعَا في كِلْمَةِ