(فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: إِن الله عز وجلّ يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن) من الإقراء رباعيًا، ونصب "أمتك"، ويحتمل أن يكون من القراءة، و"الأمة" بالرفع على الفاعلية، إن صحت الرواية، والمعنى أوفق بالأول، إذ أمر أحد بفعل غيره غير مستحسن، فليتأمل. أفاده السندي (?). (أمتك القرآن على حرف) تقدم معنى الحرف قريبًا (أسأل الله) بصيغة المضارع المسند إلى ضمير المتكلم (معافاته ومغفرته) بفتح تاء "معافاته"، لكونه مفردًا منصوبًا على المفعولية لـ"أسأل"، وليس جمع مؤنث سالم ينصب بالكسرة.
(فإِن أمتي لا تطيق ذلك) بالفاء التعليلية، فالجملة تعليل لسؤاله المعافاة والمغفرة. وفي نسخة بالواو.
والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - يسأل الله سبحانه أن يتجاوز عن أمته عن القراءة على حرف واحد، ويوسع لها، ويغفر لها ذنوبها، فإنها لا تطيق ذلك، لعدم وحدة لغتهم، فلو كلفوا أن يقرؤوا بلغة قريش التي هي لغة النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلًا لشق عليهم ذلك، لعدم ممارستهم لها.
وقد أخرج الترمذي رحمه الله عن زِرّ بن حُبَيش، عن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: لقي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جبريلَ، فقال: "يا جبريل، إني بعثت إلى أمة أميين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابًا قطّ، قال: يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف". قال الترمذي. حسن صحيح. وفي الرواية