عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا ليس بشيء، لظهور بطلانه. انتهى كلام القرطبي رحمه الله تعالى ببعض تصرف (?).
وقد طول الكلام في تحقيق هذه المسألة الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في "فتحه"، أحببت إيراده هنا لكونه مكملًا لما نقلته من القرطبي، وشارحًا له:
قال رحمه الله عند قول البخاري رحمه الله: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَهُ} [المزمِّل: 25]: أي من المنزل، وفيه إشارة إلى الحكمة في التعدد المذكور، وأنه تيسير على القارئ، وهذا يقوّي قول من قال: المراد بالأحرف تأدية المعنى باللفظ المرادف، ولو كان من لغة واحدة، لأن لغة هشام بلسان قريش، وكذلك عمر، ومع ذلك فقد اختلفت قراءتهما. نبه على ذلك ابن عبد البر، ونقل عن أكثر أهل العلم أن هذا هو المراد بالأحرف السبعة.
وذهب أبو عبيد، وآخرون إلى أن المراد اختلاف اللغات، وهو اختيار ابن عطية.
وتعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة. وأجيب بأن المراد أفصحها، فجاء عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: نزل القرآن على
سبع لغات: منها خمس بلغة العجز من هوازن، قال: والعجز: سعد