قيل. المراد بالأحرف السبعة تأدية المعنى باللفظ المرادف، ولو كان من لغة واحدة، لأن لغة هشام وعمر بلسان قريش ومع ذلك فقد اختلفت قراءتهما، كما نبه عليه ابن عبد البر، ونقله عن أكثر أهل العلم. وسيأتي بيان الاختلاف في معنى الأحرف السبعة في المسألة الرابعة، إن شاء الله تعالى.

وهذا الكلام -أعني قوله: "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف"- قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - تطييبًا لقلب عمر رضي الله عنه، لئلا ينكر تصويب الشيئين المختلفين.

وقد وقع عند الطبري من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال. "قرأ رجل، فَغيَّرَ عليه عمر، فاختصما عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال الرجل. ألم تقرئني يا رسول الله؟ قال: "بلى"، قال: فوقع في صدر عمر شيء عرفه النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه، قال: فضرب في صدره، وقال: "أبعد شيطانًا"، قالها ثلاثًا، ثم قال: "يا عمر، القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذابًا، أو عذابًا رحمة".

ومن طريق ابن عمر: "سمع عمر رجلًا يقرأ"، فذكر نحوه، ولم يذكر: "فوقع في صدر عمر"، لكن قال في آخره: "أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كافٍ شافٍ".

ووقع لجماعة من الصحابة نظير ما وقع لعمر مع هشام:

منها: لأبَي بن كعب مع ابن مسعود رضي الله عنهما في سورة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015