ووقع في رواية الترمذي: "يحرك به لسانه يريد أن يحفظه". وللنسائي: "يعجل بقراءته ليحفظه". ولابن أبي حاتم: "يتلقى أوله، ويحرك به شفتيه، خشية أن ينسى أولَه قبل أن يفرغ من آخره". وفي رواية الطبري، عن الشعبي: "عجل يتكلم به من حبه إياه". وكلا الأمرين مراد.

ولا تنافي بن محبته إياه، والشدة التي تلحقه في ذلك، فأمر بأن يُنصتَ حتى يُقضَى إليه وَحْيُه، وَوُعِدَ بأنه آمن من تفلته منه بالنسيان، أو غيره.

ونحوُهُ قوله تعالى. {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه: 114]. أي بالقراءة. انتهى ما في "الفتح" بزيادة من

"عمدة القاري" (?).

(قال الله عز وجلّ) وفي رواية "الكبرى" في التفسير: "فأنزل الله عز وجل" ({لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} [القيامة: 16] الضمير عائد على

القرآن، وإن لم يجر له ذكر، لكن القرآن يرشد إليه، بل دلّ عليه سياق الآية. أي لا تعجل بقراءة القرآن ما دام جبريل يقرؤه.

واحتج بهذا من جوز اجتهاد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجوز الفخر الرازي أن يكون أذن له في الاستعجال إلى وقت ورود النهي عن ذلك، فلا يلزم وقوع الاجتهاد في ذلك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015