قال الكرماني: أو "ما" بمعنى "مَنْ"، إذ قد تجيء للعقلاء أيضًا، أي وكان ممن يحرك شفتيه (?).

زاد في الرواية الآتية في التفسير من "الكبرى" جـ 6 ص 503 - : "قال ابن عباس: أنا أحركهما لك كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحركهما، قال سعيد: وأنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} [القيامة: 16] ... ونحوه عند الشيخين، ولفظ البخاري في "بدء الوحي": "فقال ابن عباس، فأنا أحركهما لكم، كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحركهما، وقال سعيد: أنا أحركهما، كما رأيت ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه، فأنزل الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} [القيامة: 16].

قال في الفتح: قوله: "فقال ابن عباس: فأنا أحركهما" جملة معترضة بالفاء، وذلك جائز، كما في قول الشاعر:

وَاعْلَمْ فَعِلْمُ الْمَرْءِ ينْفَعُهُ ... أن سَوْفَ يأتِي كُلُّ ما قُدرَا

وفائدة هذا زيادة البيان في الوصف على القول، وعَبَّرَ في الأول بقوله: "كان يحركهما"، وفي الثاني بـ "رأيت"، لأن ابن عباس لم ير

النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك الحالة، لأن سورة "القيامة" مكية باتفاق، بل الظاهر أن نزول هذه الآيات كان في أول الأمر، وإلى هذا جنح البخاري في إيراده في "بدء الوحي"، ولم يكن ابن عباس إذ ذاك وُلِدَ، لأنه ولد قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015