تصحيف، فقد وقع في الموطأ روايةِ القعنبي بالكاف، وكذا للدارقطني في حديث مالك من طريق القعنبي وغيره. قاله في الفتح.
(فأعي ما يقول) زاد أبو عوانة في صحيحه: "وهو أهونه عليّ".
وقد وقع التغاير في الحالتين، حيث قال في الأول: "وقد وعَيتُ" بلفظ الماضي، وهنا بلفظ الاستقبال، لأن الوعي حصل في الأول قبل الفصم، وفي الثاني حصل بعد المكالمة، أو أنه في الأول قد تلبس بالصفات الملكية، فإذا عاد إلى حالته الجبلّية كان حافظًا لما قيل له، فعبر عنه بالماضي، بخلاف الثاني، فإنه علَىَ حالته المعهودة (?).
(قالت عائشة) رضي الله عنها. قال في الفتح: هو بالإسناد الذي قبله، وإن كان بغير حرف العطف، كما يستعمله البخاري وغيره كثيرًا، وحيث يريد التعليق يأتي بحرف العطف.
وقد أخرجه الدارقطني في حديث مالك من طريق عتيق بن يعقوب، عن مالك، مفصولًا عن الحديث، وكذا فصلهما مسلم من طريق أبي أسامة، عن هشام، ونكتة الاقتطاع هنا اختلاف التحمل، لأنها في الأول أخبرت عن مسألة الحارث، وفي الثاني أخبرت عما شاهدت تأييدًا للخبر الأول. انتهى.
(ولقد رأيته) الواو للقسم، واللام للتأكيد، و"قد" للتحقيق، "رأيت" بمعنى أبصرت، فلذلك اكتفى بمفعول واحد.