لكن قد تقرر أيضًا في مقره أن اللفظ لو يحمل على عمومه يلزم التعارض والتناقض، ولو يحمل على خصوص السبب يندفع التعارض، فحينئذ يحمل على خصوص السبب.
قال الشيخ ابن الهمام في "فتح القدير": وما روي في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام كان في سفر، فرأى زحامًا، ورجل قد ظلل عليه، قال: "ما هذا؟ " فقالوا: صائم، فقال: "ليس من البر الصيام في السفر" محمول على أنهم استضروا به، بدليل ما ورد في صحيح مسلم بلفظ: إن الناس قد شق عليهم الصوم، والعبرة، وإن كان لعموم اللفظ، لا لخصوص السبب، لكن يحمل عليه، دفعًا للمعارضة بين الأحاديث ... إلخ.
فإذا عرفت هذا، فاعلم أنه لو يحمل قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ} على عمومه لزم التعارض، والتناقض بينه وبين قوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}، وأحاديث القراءة خلف الإمام، ولو حمل على خصوص السبب يندفع التعارض، فحينئذ يحمل على خصوص السبب.
هذا، وإن شئت الوقوف على الوجوه الأخرى فارجع إلى كتابنا "تحقيق الكلام". انتهى كلام العلامة المباركفوري رحمه الله تعالى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: لقد أجاد العلامة المباركفوري رحمه الله