ومنها: قوله: قراءةً عليه، وأنا أسمع، وذلك أنه كان بينه وبين شيخه الحارث بن مسكين منافرة، فمنعه من حضور مجلسه، فكان يستمع إلى تحديثه وراء الحجاب، وقد تقدمت القصة في مقدمة هذا الشرح.
ومنها. قوله: "واللفظ له" أي لفظ الحديث للحارث بن مسكين، وأما هارون فرواه بالمعنى، وقد تقدم البحث عن مثل هذا غير مرة.
ومنها: أن فيه رواية صحابي، عن صحابي، على القول الصحيح من كون محمود صحابياً، كما تقدم. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن محمود بن الربيع) الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه (أن عتبان بن مالك) -بكسر العين، ويجوز ضمها- الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه. وجملة "أن" ومعمولاها في محل نصب مفعول ثان لـ "حَدَّثَ".
فإن قيل: إن ظاهر قوله. "أن عتبان بن مالك" إلخ مرسل، لأن محموداً لم يحضر القصة، لأنه صحابي صغير، ولم يصرح أنه أخذه من عتبان، فلذا قال الكرماني رحمه الله: الظاهر أنه مرسل؛ لأنه لا جزم أن محموداً سمع من عتبان، ولا أنه رأى بعينه ذلك؛ لأنه كان صغيراً عند وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ.