(ينادي بالصلاة) بالبناء للفاعل، والجملة صفة لـ "رجلًا".
قال السندي: حُمِلَ النداءُ ها هنا على نحو: "الصلاة جامعة"، لا على الأذان المعهود، لأن ظاهر الحديث أن عمر قال ذلك وقت المذاكرة، والأذان المعهود إنما كان بعد الرؤيا، وعلى هذا فإدراج المصنف الحديث في الباب لأن هذا النداء كان من جملة بداءة الأذان، ومقدماته، وقيل يمكن حمله على الأذان المعهود باعتبار أن في الكلام تقديرًا للاختصار، مثل فافترقوا، فرأى عبد الله بن زيد الأذان، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقص عليه رؤياه، فقال عمر: أولا تبعثون رجلًا؟ ويرد عليه أن عمر حضر بعد أن سمع صوت ذلك الأذان على ما يفيده حديث عبد الله بن زيد رائي الأذان، فلا يصح بالنظر إلى ذلك الأذان أن عمر قال: أولا تبعثون رجلًا؟ وقد يجاب بأنه يجوز أن يكون عمر في ناحية من نواحي المسجد حين جاء عبد الله ابن زيد برؤيا الأذان عنده - صلى الله عليه وسلم -، فلما قص الرؤيا سمع الصوت حين ذلك، فحضر عنده - صلى الله عليه وسلم -، وأشار بقوله: أولا تبعثون رجلًا؟ إلى أن عبد الله لا يصلح لذلك، فابعثوا رجلًا آخر يصلح له. والله أعلم، انتهى كلام السندي.
قال الجامع: العمل الأول هو الصحيح، لما يأتي في كلام الحافظ. فتنبه.
وقال القرطبي: يحتمل أن يكون عبد الله بن زيد لما أخبر برؤياه،