وبالجملة فسننه سفر عظيم جمع معظم ما يتعلق بالحياة الدينية والدنيوية.

وأما الجانب الحديثى فيتجلى في الأمور التالية:

منها: أنه يعتني ببيان الخلافات التي في الأسانيد، والمتون، فيتبين بذلك ما هو الراجح من تلك الروايات، وهذا من الفوائد المهمة للحديثي.

ومنها: نقده للمتون التي ظاهرها الصحة، وتعليله لها، فمثلا في 3/ 46 يقول: قال أبو عبد الرحمن: أنبانا قتيبة بهذا الحديث مرتين، ولعله أن يكون قد سقط عليه منه شيء. وفي 6/ 170 يقول: هذا

خطأ، والصواب مرسل. ويكثر من هذه الصيغة في ثنايا كتابه.

ومنها: تبيينه للأسماء والكُنَى التي تلتبس في الأسانيد، وهذه قد

أكثر منها الترمذي في جامعه، وكذلك النسائي، فإنه قد ضرب فيها بحظ وافر مثلا في 5/ 49 يقول: قال أبو عبد الرحمن: أبو عمار: اسمه عَريب (?) بن حُمَيد، وعمرو بن شرحبيل يكنى أبا ميسرة، وأمثال هذا كثير.

ومنها: محافظته على إيراد الأحاديث المسندة، فيندر أن تجد فيه معلقا، وهذا منهج الإمام مسلم، بخلاف البخاري فقد أكثر من المعلقات، والموقوفات، والمقاطيع.

ومنها: نثره للجرح والتعديل عقب الأسانيد مبينا حال بعض الرواة، ويشاركه في هذا أبو دواد، وأما الترمذي فقد أكثر منه.

ومنها: أنه استعمل كثيرا من الاصطلاحات الحديثية السائدة فيما بين المحدثين، وعقَّبَ بها على الأحاديث، ولهذا فائدة هامة جدا، إذ تعطينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015