عائشة أنه جزء من الآية، أو كان جزءًا فنسخ، وزعمت عائشة بقاءه. والله أعلم، قاله السندي.
{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} اختلف أهل العلم في معنى "قانتين" على أقوال:
الأول: أن معناه ساكتين، وبه قال السدي.
الثاني: طائعين، وبه قال الشعبي، وجابرُ بنُ زيد، وعطاء، وسعيد بن جبير، وقال الضحاك: كل قنوت في القرآن، فإنما يُعْنَى به الطاعة.
الثالث: خاشعين، وبه قال مجاهد، قال: والقنوت طول الركوع، والخشوع، وغض البصر، وخفض الجَنَاح.
الرابع: القنوت طول القيام، وبه قال ابن عمر، وقرأ "أمَّن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا"، وأخرج مسلم في صحيحه "أفضلُ الصلاةِ طولُ القنوت".
وقال الشاعر (من الرَّمَل):
قَانِتًا للهِ يَدْعُوَ رَبَّهُ ... وَعَلَى عَمْدٍ مِنَ النَّاسِ اعْتَزَلْ
الخامس: معناه داعين، لما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه: "قَنَتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا ... " الحديث. أي دعا. وقال قوم: معناه طَوَّلَ قيامه.
قال الجامع: أرجح هذه الأقوال أولها، لما في الصحيحين من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: "كنا نتكلم في الصلاة يُكَلِّمُ الرجلُ منا صاحبه، وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت