واضطجع، واضَّجع، والأصل: افتعل، لكن من العرب من يَقْلبُ التاء طاء عند الضاد، ومنهم من يقلب التاء ضادا ويُدغمُها في الضاد تغليبا للحرف الأصلي، وهو الضاد، ولا يقال: اطَّجَع بطاء مشددة، لأن الضاد لا تدغم في الطاء، فإن الضاد أقوى منها، والحرف لا يدغم في أضعف منه، وما ورد شاذٌ، لا يقاس عليه اهـ المصباح جـ 1 ص 358.
(ورقد) أي نام، يقال: رَقَد رَقْدًا، ورُقُودًا ورُقَادًا: نام ليلا كان، أو نهارًا، وبعضهم يخصه بنوم الليل، والأول هو الحق. قاله في المصباح أيضا جـ 1 ص 234.
وإنما أتى بـ"رقد" بعد قوله: "اضطجع" لأن الاضطجاع لا يستلزم النوم، بل قد يكون وَضَع جنبه من دون أن ينام. والله أعلم.
(فجاءه الموذن) بلال (فصلى، ولم يتوضأ) لأن نومه لا ينفض وضوءه. (مختصر) خبر لمحذوف أي هذا الحديث مختصر، وهذا فيه إشارة إلى أن محل الترجمة في مطول الحديث، وهو: "فتوضأ كما تقدم في كلام السندي، لكن في الاستدلال به على إيجاب الوضوء من النوم نظر لا يخفى، والله أعلم.
وأما ما قاله بعض من شرح الكتاب من أن محل الشاهد قوله: "ولم يتوضأ" فغير صحيح، لأنه عكس المراد بالترجمة. فتبصر.
والحديث بطوله يأتي للمصنف في: كتاب قيام الليل 3/ 1620، وسيأتي تمام الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى. وبالله التوفيق، وعليه التكلان.