تعالى، أخرجه هنا -53/ 5727 - وفي "الكبرى" 54/ 5233، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

5729 - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: إِنَّ نُوحًا -صلى الله عليه وسلم-، نَازَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي عُودِ الْكَرْمِ، فَقَالَ هَذَا: لِي، وَقَالَ هَذَا: لِي، فَاصْطَلَحَا عَلَى أَنَّ لِنُوحٍ ثُلُثَهَا، وَلِلشَّيْطَانِ ثُلُثَيْهَا).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير:

1 - (سعد بن أوس): العدويّ، أو العبديّ البصريّ، صدوقٌ له أغاليط [5].

رَوَى عن مصدع أبي يحيى، وزياد بن كُسيب، وسيار بن مِخراق، وأنس بن سيرين. وعنه حميد بن مهران، وأبو عبيدة الحداد، ومحمد بن دينار الطاحيّ، ومحمد بن الفرات البجليّ. وكان زوج نضرة بنت أبي نضرة. قَالَ ابن معين: بصريّ ضعيف. وَقَالَ الساجىّ: صدوقٌ. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، وَقَالَ: كنيته أبو محمد، وكذا كناه البخاريّ. رَوَى له المصنّف، وأبو داود، وابن ماجه، وله عند المصنّف فِي هَذَا الكتاب هَذَا الأثر فقط.

وقوله: "فِي عُود الكرم": بضم العين اللهملة. وقوله: "فَقَالَ هَذَا: لي" اسم الإشارة فاعل "قَالَ"، و"لي" مقول القول، أي قَالَ أحدهما: إن هَذَا العود لي، وَقَالَ الآخر مثله. ولفظ "الكبرى": فَقَالَ هَذَا: هَذَا لي، وَقَالَ هَذَا: هَذَا لي": وعليه فاسم الإشارة الأول فِي الجملة الأولى يعود إلى نوح عليه السلام، والثاني إلى العود، وفي الجملة الثانية الأول للشيطان، والثاني للعود.

وقوله: "فاصطلحا الخ": أي اتفقا. وَقَدْ تقدّم عن "الفتح" أنه ساقه مطوّلاً، وعزاه إلى المصنّف، ولم أره فيه، ونصّه: أخرجه النسائيّ منْ طريق ابن سيرين فِي قصة نوح عليه السلام، قَالَ: "لما ركب السفينة فقد الْحَبْلة (?) فَقَالَ له الملك: إن الشيطان أخذها، ثم أحضرت له، ومعها الشيطان، فَقَالَ له الملك: إنه شريكك فيها، فأحسن الشركة، قَالَ: له النصف، قَالَ: أحسن، قَالَ: له الثلثان، ولي الثلث، قَالَ: أحسنت وأنت محسان، أن تأكله عنبا، وتشربه عصيرا، وما طُبخ عَلَى الثلث فهو لك ولذريتك، وما جاز عن الثلث، فهو منْ نصيب الشيطان". انتهى.

وهذا الأثر موقوف حسنٌ، وَقَالَ فِي "الفتح": ومثله لا يقال بالرأي، فيكون له حكم المرفوع، وأغرب ابن حزم، فَقَالَ: أنس بن مالك لم يدرك نوحًا، فيكون منقطعًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015