سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: عَطِشَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَاسْتَسْقَى، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ مِنَ السِّقَايَةِ، فَشَمَّهُ، فَقَطَّبَ، فَقَالَ: "عَلَيَّ بِذَنُوبٍ مِنْ زَمْزَمَ"، فَصَبَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لاَ".

وَهَذَا خَبَرٌ ضَعِيفٌ؛ لأَنَّ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ انْفَرَدَ بِهِ دُونَ أَصْحَابِ سُفْيَانَ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ لاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ، وَكَثْرَةِ خَطَئِهِ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُلَيْمَانَ": هو أبو سعيد المجالديّ المصّيصيّ، ثقة [10] 26/ 432 منْ أفراد المصنّف. و"يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ": هو العجليّ الكوفيّ، صدوقٌ عابدٌ، يُخطىء كثيرًا، وَقَدْ تغيّر، منْ كبار [9] 70/ 2364. و"سُفْيَان": هو الثوريّ. و"مَنْصُور": هو ابن المعتمر. و"خالد بن سعد": هو الكوفيّ، ثقة [2] 35/ 2181. و"أبو مسعود": هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاريّ البدريّ، الصحابيّ الشهير، مات -رضي الله عنه- قبل الأربعين، وقيل: بعدها، تقدّمت ترجمته فِي 6/ 494.

وقوله: "فأتي" بالبناء للمفعول. وقوله: "فقطب" بتشديد الطاء، وتخفيفها: أي عَبَّسَ وجهه، وجمع ما بين عينيه. وقوله: "عليّ بذنوب": اسم فعل أمر: أي أحضروا لي دلوًا مملوءًا ماء.

والحديث تفرد به المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -48/ 5705 - وفي "الكبرى" 49/ 5212، وهو ضعيف، كما بينه المصنّف رحمه الله تعالى بقوله:

(وَهَذَا خَبَرٌ ضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ انْفَرَدَ بِهِ، دُونَ أَصْحَابِ سُفْيَانَ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ، لِسُوءِ حِفْظِهِ، وَكَثْرَةِ خَطَئِهِ) حاصل ما أشار إليه رحمه الله تعالى منْ سبب ضعف هَذَا الْحَدِيث ضعف يحيى بن يمان؛ لسوء حفظه، وتفرده به، وهو ممن لا يُحتمل تفرده؛ لما ذُكِر، فتبيّن بهذا أن الْحَدِيث ضعيف، ولا يصلح للتمسك به فِي إباحة شرب المسكر، كما استند إليه الزاعمون فِي دعم زعمهم الباطل. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

5707 - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حِصْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يَصُومُ فِي بَعْضِ الأَيَّامِ، الَّتِي كَانَ يَصُومُهَا، فَتَحَيَّنْتُ فِطْرَهُ، بِنَبِيذٍ صَنَعْتُهُ فِي دُبَّاءٍ، فَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جِئْتُهُ أَحْمِلُهَا إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَصُومُ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَتَحَيَّنْتُ فِطْرَكَ بِهَذَا النَّبِيذِ، فَقَالَ: "أَدْنِهِ مِنِّي يَا أَبَا هُرَيْرَةَ"، فَرَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَنِشُّ، فَقَالَ: "خُذْ هَذِهِ، فَاضْرِبْ بِهَا الْحَائِطَ، فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ، وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ"، وَمِمَّا احْتَجُّوا بِهِ فِعْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضى الله عنه).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015