ككساء: جلد السَّخْلة إذا أجذع، يكون للماء واللبن، جمعه أَسقيةٌ، وأَسقيات، وأَساقٍ. انتهى.
وقوله: "التي يُلاث عَلَى أفواهها" -بضمّ المثنّاة منْ تحتُ، وتخفيف اللام، وآخره ثاء مثلّثة: أي يُلف الخيط عَلَى أفواهها، ويُربط به. قاله النوويّ فِي "شرح مسلم" 1/ 192. وَقَالَ القرطبيّ: قوله: "تلاث": أي تُشدّ، وتُربط، قَالَ القتبي: أصل اللوث: الطيّ، ولُثتُ العمامة: لففتها، وهذا نحو مما يقال: عليكم بالموكَى بالقصر: أي السقاء الذي يُربط فُوه بالوكاء، وهو الخيط. انتهى "المفهم" 1/ 177.
والحديث متّفقٌ عليه، وَقَدْ تقدّم تخرجه فِي 6/ 5553. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
...
5571 - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (?) عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَنْ يُخْلَطَ بُسْرٌ بِتَمْرٍ، أَوْ زَبِيبٌ بِتَمْرٍ، أَوْ زَبِيبٌ بِبُسْرٍ، وَقَالَ: "مَنْ شَرِبَهُ مِنْكُمْ فَلْيَشْرَبْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُ فَرْدًا، تَمْرًا فَرْدًا، أَوْ بُسْرًا فَرْدًا، أَوْ زَبِيبًا فَرْدًا").
"عبد الله": هو ابن المبارك. و"إسماعيل بن مسلم العبديّ": هو أبو محمد البصريّ القاضي، ثقة [6] 49/ 2728. و"أبو المتوكّل": هو عليّ بن داود، ويقال: ابن دُؤاد الناجيّ البصريّ، مشهور بكنيته، ثقة [3] 169/ 262.
وقوله: "أن يُخلَط الخ" بالبناء للمفعول، وتمام شرح الْحَدِيث يعلم مما سبق. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته: