قَالَ فِي "الفتح" 11/ 158: والقائل "وحدّثني" هو سليمان التيمي أيضاً، وهو موصول بالسند المذكور، وَقَدْ أفرد مسلم هذه الطريق، عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قَالَ: حدثني بعض منْ كَانَ معي، أنه سمع أنسا يقول: "كَانَ خمرهم يومئذ"، فيحتمل أن يكون أنس حدث بها حينئذ، فلم يسمعه سليمان، أو حدث بها فِي مجلس آخر، فحفضها عنه الرجل الذي حدث بها سليمان، وهذا المبهم يحتمل أن يكون هو قتادة، فقد أخرجه البخاريّ أيضاً منْ طريقه، عن أنس، بلفظ: "وإنا نَعُدّها يومئذ الخمر".

ويحتمل أن يكون هو بكر بن عبد الله المزني، فقد أخرج البخاريّ منْ طريق سعيد ابن عُبيد الله، عن بكر بن عبد الله المزنيّ، أن أنس بن مالك حدّثهم "أن الخمر حُرّمت، والخمر يومئذ البسر والتمر". وأخرجه الإسماعيلى منْ طريق رَوْح بن عُبادة، عن سعيد بن عبيد الله بهذا السند مطولاً، ولفظه: "عن أنس: نزل تحريم الخمر، فدخلت عَلَى أناس منْ أصحابي، وهي بين أيديهم، فضربتها برجلي، فقلت: انطلقوا فقد نزل تحريم الخمر، وشرابهم يومئذ البسر والتمر"، وهذا الفعل منْ أنس -رضي الله عنه- كأنه بعد أن خرج، فسمع النداء بتحريم الخمر، فرجع فأخبرهم. ووقع عند ابن أبي عاصم، منْ وجه آخر، عن أنس: "فأراقوا الشراب، وتوضأ بعض، واغتسل بعض، وأصابوا منْ طيب أم سليم، وأتوا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فإذا هو يقرأ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية. ذكره فِي "الفتح" 11/ 160 - 161. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه هَذَا متَّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -2/ 5543 و5544 و5545 - وفي "الكبرى" 2/ 5050 و5051 و5052. وأخرجه (خ) فِي "المظالم والغصب" 2464 و"التفسير" 4617 و4620 و"الأشربة" 5580 و5582 و5584 و5600 و5622 و"أخبار الآحاد" 7253 (م) فِي "الأضاحي" 1977 و1980 و1981 (د) فِي "الأشربة" 3673 (أحمد) فِي "باقي مسند المكثرين" 12458 و12477 و13561 و12862 و12963 (الموطأ) فِي "الأشربة" 1599 (الدارمي) فِي "الأشربة" 1997. والله تعالى اعلم.

(المسألة الثالثة): فِي فوائده:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015