قَالَ جبير: هو الخسف، قَالَ عبادة: فلا أدري قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أو قول جبير. انتهى.
وهكذا أخرجه أبو داود مطوّلاً فِي "كتاب الأدب" 5074، منْ طريق وكيع، وعبد الله بن نمير، كلاهما عن عبادة بن مسلم الفزاري، عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، قَالَ: سمعت ابن عمر يقول: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يَدَع هؤلاء الدعوات، حين يمسي، وحين يصبح، فذكره، وَقَالَ فِي آخره: قَالَ أبو داود: قَالَ وكيع: يعني الخسف. انتهى.
أي يريد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالاغتيال منْ الجهة التحتانية الخسف، قَالَ فِي "القاموس": خسف الله بفلان الأرض: غيّبه فيها. قَالَ الطيبيّ: عمّ الجهات لأن الآفات منها، وبالغ فِي جهة السفل لرداءة الآفة. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما هَذَا صحيح.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -60/ 5531 و5532 - وفي "الكبرى" 64/ 7970 و7971. وأخرجه (د) فِي "الأدب" 5074 (ق) فِي "الدعاء" 3871 (أحمد) فِي "مسند المكثرين" 4770. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
5532 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "اللَّهُمَّ ... فَذَكَرَ الدُّعَاءَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي" يَعْنِي بِذَلِكَ الْخَسْفَ).
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ": هو الْخُشَنيّ الدمشقيّ، صدوقٌ [10] 5/ 4890 منْ أفراد المصنّف. و"مروان بن معاوية الفزاريّ": هو أبو عبد الله الكوفيّ، نزيل مكة، ثم دمشق، ثقة حافظ، يدلّس أسماء الشيوخ [8] 50/ 850. و"عليّ ابن عبد العزيز": هو عليّ بن غُراب -باسم الطائر- الفزاريّ مولاهم الكوفيّ القاضي، قَالَ الفلكيّ: غراب لقب، وهو عبد العزيز، سماه مروان بن معاوية، وَقَالَ مرّةً: عليّ بن أبي الوليد، صدوقٌ، كَانَ يدلّس، ويتشيّع، وأفرط ابن حبّان فِي تضعيفه [8] 36/ 3270.
والحديث صحيح، كما سبق بيانه قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.