وَمَوْلاَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَعِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَدَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا").

رجال هَذَا الإسناد: خمسة:

1 - (أَحْمَدُ بْنُ سُلَيمَانَ) أبو الحسين الرُّهاويّ الثقة الحافظ [11] 38/ 42.

2 - (مُحَاضِرٌ) بن الْمُوَرِّع الكوفيّ، صدوقٌ، له أوهام [9] 29/ 5420.

3 - (عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ) ابن سليمان، أبو عبد الرحمن البصريّ، ثقة [4] 148/ 239.

4 - (عَبدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ) الأنصاريّ البصريّ، نسيب ابن سيرين، ثقة [3] 82/ 1338.

5 - (زيد بن أرقم) بن زيد بن قيس الأنصاريّ الخوجيّ الصحابيّ المشهور، أول مشاهده الخندق، وأنزل الله عز وجل فِي تصديقه "سورة المنافقين"، مات -رضي الله عنه- سنة (6) أو (68). والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فمن أفراده. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: لَا أُعَلِّمُكُمْ إِلَّا مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا، يَقُولُ) -صلى الله عليه وسلم- (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْعَجزِ) أي عدم القدرة عَلَى الطاعة، وعدم القوّة عَلَى جلب المنفعة (وَالكَسَلِ) أي التثاقل عن الخير (وَالْبُخْلِ) أي إمساك ما أوجب الله إيتاءه لمستحقّه (وَالْجُبْنِ) أي عدم الإقدام عَلَى مقاومة العدوّ، والنفس، والشيطان (وَالْهَرَم) بفتحتين: أي الخَوَف، وبلوغ أرذل العمر (وَعَذَابِ الْقَبْرِ) منْ الضيق، والظلمة، والوحشة، والضرب بالمِقمعة، ولدغ الحيّة، وأمثال ذلك، مما ورد تعذيب العصاة به، أو المراد ما يوجب عذابه، منْ الغيبة، والنميمة، والبول، كما وردت النصوص أن أكثر عذاب القبر بذلك (اللَّهُمَّ آتِ) بالمدّ: أي أعط (نَفْسِي تَقْوَاهَا) أي صيانتها عن المحظورات. قَالَ الطيبي رحمه الله تعالى: ينبغي أن تفسّر التقوى هنا بما يُقابل الفجور فِي قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8]، وهي الاحتراز عن متابعة الهوى، وارتكاب الفجور، والفواحش؛ لأن الْحَدِيث كالتفسير والبيانِ للآية، فدلّ قوله: "آت" عَلَى أن الإلهام فِي الآية هو خلق الداعية الباعثة عَلَى الاجتناب عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015