عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَنْتَفِعُ بِهِ، قَالَ: "قُلِ اللَّهُمَّ عَافِنِى مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَلِسَانِي، وَقَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي"، يَعْنِي ذَكَرَهُ).
"عُبَيْدُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ": لا بأس به [11] 57/ 1299 منْ أفراد المصنّف.
والمخالفة التي أشار إليها المصنّف فِي لفظ الْحَدِيث واضحة، حيث كَانَ فِي الرواية الأولى بدل "دعاء أنتفع به": "تعوّذا أتعوذ به"، وَقَالَ: "أعوذ بك منْ شر سمعي، وشر بصري، وشر لساني، وشر قلبي" بدل: "اللَّهم عافني منْ شر سمعي، وبصري، ولساني، وقلبي"، وَقَالَ: "والمني ماؤه" بدل: "يعني ذكره"، ولا اختلاف بين الروايتين فِي المعنى.
والحديث صحيح، كما سبق بيانه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
"إنْ أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
...
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "الكسل" -بفتحتين-: مصدر كَسِل، منْ باب تَعِب. قَالَ فِي "القاموس": الكسل: محرّكةً: التثاقل عن الشيء، والفتور فيه، كَسِلَ، كفرح، فهو كَسِلٌ، وكَسْلانُ، جمعه كُسالَى مثلّثة الكاف، وكَسَالِي بكسر اللام، وكسلَى كقتلى. انتهى. وَقَالَ القرطبيّ: والكسل المتعوّذ منه: هو التثاقل عن الطاعات، وعن السعي فِي تحصيل المصالح الدينيّة، والدنيوية. انتهى. "المفهم" 7/ 34. والله تعالى أعلم بالصواب.
5459 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ، وَهُوَ ابْنُ مَالِكٍ، عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَنِ الدَّجَّالِ؟، قَالَ: كَانَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وقد تقدّموا غير مرّة. و"خالد": هو ابن الحارث الْهُجَيميّ. و"حُميد": هو الطويل. والسند مسلسلٌ بثقات البصريين، وهو منْ رباعيّات المصنّف، وهو (262) منْ رباعيات الكتاب، وفيه أن شيخه أحد المشايخ التسعة الذين يروي عنهم الجماعة بغير واسطة، وفيه أنس -رضي الله عنه-