ولم يكن بالحاذق فِي النحو، ولو قَدِم بغداد لم يقم له منهم أحد. قَالَ أبو سعيد: وعليه يَعتمد فِي اللغة أبو بكر بن دريد، وأخبرني أنه مات سنة (255) وَقَالَ غيره: مات سنة (50)، ويقال: آخر سنة (255). رَوَى عنه المصنّف هَذَا الْحَدِيث فقط، وأبو داود تفسير أسنان الإبل قوله.

و"عبد الله بن رجاء": هو الْغُدانيّ البصريّ، صدوقٌ يَهِم قليلًا [9].

و"سعيد بن سلمة" بن أبي الْحُسام العدويّ مولاهم، أبو عمرو المدنيّ، صدوقٌ، صحيح الكتاب، يُخطىء منْ حفظه [7].

رَوَى عن أبيه، وهشام بن عروة، وعمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب، وابن المنكدر، والعلاء بن عبد الرحمن، وغيرهم. وعنه عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو عامر العقدي، وعبد الله بن رجاء البصريّ، وأبو سلمة التبوذكي، وغيرهم. قَالَ أبو سلمة: ما رأيت كتابا أصح منْ كتابه. وَقَالَ الآجري عن أبي داود: كَانَ فِي لسانه، وليس فِي حديثه (?). وَقَالَ أبو حاتم: سألت ابن معين عنه؟ فلم يعرفه يعني حق معرفته- وَقَالَ النسائيّ: شيخ ضعيف. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات".

رَوَى له فِي مسلم حديث "أم زرع"، واستشهد به البخاريّ، وروى له البخاريّ حديثا فِي "الاستعاذة" فقط، وروى له المصنّف هَذَا الْحَدِيث فقط، وروى له أبو داود فِي "الطلاق".

و"عمرو بن أبي عمرو، مولى المطّلب" تقدّم فِي الباب الماضي.

وقوله: "وضَلَع الدين" -بضاد معجمة، ولام مفتوحتين: بمعنى الئقل، والشدّة. و"الدين" بفتح الدال، وسكون الياء، كما هو الرواية: أي ثقل الدين، وشدته، ولو كسرت الدال لم يبعد منْ المعنى، لكن يُعدّ منْ حيث الرواية تحريفًا. قاله السنديّ.

وقوله: "وإنما أخرجناه الخ" يعني إنما أخرج هَذَا الْحَدِيث منْ طريق سعيد بن سلمة، وإن كَانَ يراه ضعيفًا؛ لأن فيه زيادة، وهي قوله: "وضلع الدين"، وإنما أخرج الزيادة عنه مع ضعفه؛ لأن ضعفه ليس شديدًا، عَلَى أنها مرويّة منْ طرق غيره أيضًا، فقد رواها الدراورديّ، عن عمرو بن أبي عمرو، كما سيأتي فِي 25/ 5478.

والحديث صحيح، بما سبق، ويأتي، وتقدم تخريجه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015