و"العلاء بن الحارث": هو أبو وهب الدمشقيّ، صدوقٌ فقيه، رمي بالقدر، واختلط [5]. و"مكحول": هو أبو عبد الله الدمشقيّ الثقة الفقية [5].

والحديث صحيح، كما سبق بيانه قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

5438 - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَنْبَأَنَا (?) ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ الْحَارِثِ -وَهُوَ الْعَلاَءُ- عَنِ الْقَاسِمِ، مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي السَّفَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا عُقْبَةُ أَلاَ أُعَلِّمُكَ خَيْرَ سُورَتَيْنِ قُرِئَتَا، فَعَلَّمَنِي {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، فَلَمْ يَرَنِى سُرِرْتُ بِهِمَا جِدًّا، فَلَمَّا نَزَلَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ صَلَّى بِهِمَا صَلاَةَ الصُّبْحِ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الصَّلاَةِ، الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: "يَا عُقْبَةُ كَيْفَ رَأَيْتَ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "أحمد بن عمرو": ابن السرح المصريّ. و"القاسم، مولى معاوية": هو ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الدمشقيّ، صاحب أبي أُمامة، ويقال له: مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي، صدوقٌ يرسل كثيراً [3].

وقوله: "خير سورتين": أي منْ خير السور، وليس المراد أنهما أفضل السور عَلَى الإطلاق، إذ هناك ما يساويهما، أو يزيد عليهما، وقيل: هما يزيدان عَلَى غيرهما منْ السور فِي باب التعويذ، إذ لم توجد سورة كلها تعويذ إلا هاتين السورتين. قاله فِي "المنهل" 8/ 116.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: والاحتمال الأخير هو الأقرب. والله تعالى أعلم.

وقوله: "فلم يرني سُررت بهما جدًّا": "سررت" بالبناء للمفعول: أي ما فرحت فرحًا كثيرا، والنفي راجع إلى الصفة التي هي كثرة السرور، لا إلى أصل السرور؛ لأنه حاصل، ولعل عقبة لم يكثر سروره بهما؛ لأنه كَانَ يريد سورتين أطل منهما، كما يُشعر به قوله فِي الرواية الآتية: "فقلت: أقرئني سورة هود، أقرئني سورة يوسف ... " الْحَدِيث.

وقوله: "كيف رأيت": يعني كيف حال هاتين السورتين عندك الآن بعد أن رأيتني صليت بهما الصبح التي يُقرأ فيها بالطوال، وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- ذلك له ترغيبًا، وتنبيهًا عَلَى فضلهما، وتأكيدًا لقوله: "ألا أعملك خير سورتين".

والحديث صحيح، أخرجه هنا -1/ 5438 و5439 - وفي "الكبرى" 1/ 7843 و7848 وفي "عمل اليوم والليلة" 889 وأخرجه أبو داود فِي "الصلاة" 1462. والله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015