5 - (صفوان بن سُليم) أبو عبد الله الزهريّ مولاهم المدنيّ، ثقة مفتٍ عابد، رُمي بالقدر [4] 47/ 59.

6 - (عطاء بن يسار) الهلاليّ مولاهم، أبو محمد المدنيّ، ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة، منْ صغار [3] 64/ 80.

7 - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه 1/ 1. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سباعيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين منْ موسى بن عقبة، وإبراهيم خراسانيّ، ثم مكيّ، والباقيان نيسابوريان. (ومنها): أن فيه ثلاثة منْ تابعيّ المدينة يروي بعضهم عن بعض: موسى عن صفوان، عن عطاء، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أكثر منْ رَوَى الْحَدِيث فِي دهره، رَوَى (5374) حديثًا. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيهِما السَّلَام، رَجُلًا يَسْرِقُ) بكسر الراء، منْ باب ضرب (فَقَالَ) عيسى -عليه السلام- (لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ) الرجل (لَا) أي لم أسرق (وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) وفي رواية البخاريّ: "كلّا، والذي لا إله إلا الله"، وفي رواية: "إلا هو". قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: ظاهر قول عيسى -عليه السلام- لهذا الرجل: سرقتَ أنه خبر عمّا فعل الرجل منْ السرقة، وكأنه حقّق السرقة عليه؛ لأنه رآه قد أخذ مالاً لغيره منْ حرز فِي خُفية. ويحتمل أن يكون مستفهمًا له عن حقيقة ذلك، فحُذفت همزة الاستفهام، وحذفها قليل. انتهى "المفهم" 6/ 179. (قَالَ: عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام: آمَنْتُ بِاللهِ) أي بأمره أن الحالف يُصدّق إذا أمكن ذلك، أو بأنه عظيم لا ينبغي حرمان منْ توسّل باسمه إلى أمره (وَكَذَّبْتُ بَصَرِي) أي حكمت، وأظهرت خطأه.

وَقَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: قَالَ القاضي: ظاهر الكلام صدّقت منْ حلف بالله تعالى، وكذّبت ما ظهر لي منْ ظاهر سرقته، فلعله أخذ ما له فيه حقّ، أو بإذن صاحبه، أو لم يقصد الغصب، والاستيلاء، أو ظهر له منْ مدّ يده أنه أخذ شيئاً، فلما حلف له أسقط ظنّه، ورجع عنه. انتهى "شرح مسلم" 15/ 121.

وَقَالَ الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى: هَذَا مشكلٌ منْ جهة أن العين لا تكذّب، وإنما يُكذّب القلب بظنّه، والذي يطابق صدقتَ أيها الرجل، فإنه لم يمض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015