(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -112/ 5358 و5359 - وفي "الكبرى" 109/ 9780. وأخرجه (خ) فِي "اللباس" 5954 و5956 و"الأدب" 6109 و"الاعتصام بالكتاب والسنة" 7339 (م) فِي "اللباس" 2107. وفوائده تقدّمت قريباً.
(المسألة الثالثة): فِي أقوال أهل العلم فِي كون المصورين أشدّ النَّاس عذابًا:
قَالَ النوويّ رحمه الله تعالى فِي "شرح مسلم": قيل: هو محمول عَلَى منْ فعل الصورة لتُعبد، وهو صانع الأصنام، ونحوها، فهذا كافر، وهو أشدّ النَّاس عذابًا. وقيل: هو فيمن قصد المعنى الذي فِي الْحَدِيث، منْ مضاهاة خلق الله تعالى، واعتقد ذلك، فهذا كافر، له منْ أشدّ العذاب ما للكفّار، ويزيد عذابه بزيادة قبح كفره، فأما منْ لم يقصد بها العبادة، ولا المضاهاة، فهو فاسقٌ، صحاب ذنب كبير، ولا يكفر كسائر المعاصي. انتهى "شرح مسلم" 14/ 91.
وَقَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: ما حاصله: مقتضى قوله: "أشدّ النَّاس" أن لا يكون فِي النار أحد يزيد عذابه عَلَى المصوّرين، وهذا يعارضه مواضع أُخر، منها قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أشدّ النَّاس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه" (?) وقوله:"أشدّ النَّاس عذابًا يوم القيامة إمام ضلالة" (?) ومثله كثير، ووجه التوفيق أن النَّاس الذين أُضيف إليهم أشدّ لا يُراد بهم كلّ نوع منْ النَّاس، بل بعضهم المشاركون فِي ذلك المعنى المتوعّد عليه بالعذاب، ففرعون أشدّ النَّاس المدّعين للإلهية عذاباً، ومن يُقتَدَى به فِي ضلالة كفره أشدّ ممن يُقتَدَى به فِي ضلالة بدعة، ومن صوّر صور ذوات الأرواح أشدّ عذابا ممن يُصوّر ما ليس بذي روح، إن تنزّلنا عَلَى قول منْ رأى تحريم تصوير ما ليس بذي روح، وهو مجاهد، وإن لم نتنزل عليه، فيجوز أن يُعنى بالمصوّرين الذين يصوّرون الأصنام للعبادة، كما كانت الجاهلية تفعل، وكما تفعل النصارى، فإن عذابهم يكون أشدّ ممن يصوّرها لا للعبادة، وهكذا يعتبر هَذَا الباب. والله تعالى أعلم. انتهى "المفهم" 5/ 430 - 431.
وَقَالَ فِي "الفتح" 11/ 582 - 583: وَقَدْ استُشكل كون المصور أشد النَّاس عذابا،