يوم الجمعة، فَقَالَ له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما يلبس الحرير فِي الدنيا منْ لا خلاق له فِي الآخرة"، فلما كَانَ بعد ذلك أُتي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بحلل سيراء، فبعث إلى عمر بحلة، وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة، وأعطى عليّ بن أبى طالب حلة، وَقَالَ: "شَقِّقْها خُمُرا بين نسائك"، قَالَ: فجاء عمر بحلته يحملها، فَقَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثتَ إلي بهذه، وَقَدْ قلت بالأمس فِي حلة عطارد، ما قلت؟ فَقَالَ: "إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتصيب بها"، وأما أسامة فراح فِي حلته، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نظرا عَرَف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قد أنكر ما صنع، فَقَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما تنظر إلي؟ فأنت بعثت إلي بها، فَقَالَ: "إني لم أبعث إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك". انتهى.
والحديث متَّفقٌ عليه، وَقَدْ تقدّم فِي "كتاب الجمعة" 11/ 1382 ومضى هناك شرحه، وبيان مسائله، فراجعه تستفد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
...
5302 - (أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى -وَهُوَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ- قَالَ: قَالَ سَالِمٌ: مَا الإِسْتَبْرَقُ؟ قُلْتُ: مَا غَلُظَ مِنَ الدِّيبَاجِ، وَخَشُنَ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: رَأَى عُمَرُ مَعَ رَجُلٍ حُلَّةَ سُنْدُسٍ، فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: اشْتَرِ هَذِهِ ... وَسَاقَ الْحَدِيثَ).
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "عمران بن موسى": هو القزّاز، أبو عمرو البصريّ، صدوقٌ [10]. و"عبد الوارث": هو ابن سعيد بن ذكوان التّنّوريّ البصريّ الثقة الثبت [8]. و"يحيى بن أبي إسحاق": هو الحضرميّ النحويّ البصريّ، صدوقٌ ربما أخطأ [5]. و"سالم": هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطّاب.
وقوله: "ما غلُظ" بضم اللام، يقال: غلُظ الشيء غِلَظاً، وِزان عِنَب: خلاف دقّ. وقوله: "وخشُن" بضم الشين المعجمة، يقال: خشُن الشيء بالضمّ خُشْنَةً بضم، فسكون، وخُشُونةً بضمّتين: خلاف نَعُم.