والغنم، فَقَالَ: "إذا آتاك الله مالا، فليُرَ عليك"، ثم قَالَ: "هل تُنتَجُ إبل قومك صِحاحا آذانها، فتَعمِد إلى مُوسى، فتقطِع آذانها، فتقول: هذه بُحُرٌ (?)، وتشقها، أو تشق جلودها، وتقول: هذه صُرُم، وتُحَرِّمها عليك، وعلى أهلك؟ " قَالَ: نعم، قَالَ: "فإن ما آتاك الله عز وجل لك، وساعِدُ الله أَشَدُّ، ومُوسى الله أَحَدُّ"، وربما قَالَ: "ساعد الله أشدّ منْ ساعدك، وموسى الله أحدّ منْ موساك"، قَالَ: فقلت: يا رسول الله، أرأيت رجلا نزلت به، فلم يُكرمني، ولم يَقرِني، ثم نزل بي أجزيه بما صنع، أم أقْرِيه؟ قَالَ: "اقْرِهِ".

والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث مالك بن نضْلَة -رضي الله عنه- هَذَا صحيح.

[فإن قلت]: كيف يصحّ، وفيه أبو إسحاق السبيعيّ، وهو مدلّس، وَقَدْ عنعنه، وهو مختلط بآخره؟.

[قلت]: أما تدليسه، فقد صرّح بالسماع منْ أبي الأحوص فِي رواية أحمد المتقدّمة، وأما اختلاطه، فقد رواه شعبة عنه، وهو ممن رَوَى عنه قبل الاختلاط (?). والله تعالى أعلم.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -54/ 5225 و5226 و82/ 5296 - وفي "الكبرى" 74/ 9557 و9558 و9559. (د) فِي "اللباس" 4063 (أحمد) فى "مسند المكيين" 15457 و"مسند الشاميين" 16777.

(المسألة الثالثة): فِي فوائده:

(منها): أنه يستحبّ لبس الثياب النظيفة، والجديدة، والجيّدة؛ لما فيه منْ إظهار نعم الله تعالى عَلَى العبد، ويحصل به أيضاً التوصّل إلى المطالب الدينيّة، منْ أمر بمعروف، أو نهي عن منكر عند منْ لا يلتفت إلا إلى ذوي الهيئات، كما هو الغالب عَلَى عوامّ زماننا، بل وعلى بعض خواصّه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015