قريبًا عنه لم تثبت، ويمكن الجمع بأن الكراهة حيث يخاف عليه حمله للجنب والحائض، والاستنجاء بالكف التي هو فيها، والجواز حيث حصل الأمن منْ ذلك، فلا تكون الكراهة لذلك، بل منْ جهة ما يعرض لذلك. والله تعالى أعلم. قاله فِي "الفتح" 11/ 515. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
5210 - (أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَاتَمًا، وَنَقَشَ عَلَيْهِ نَقْشًا، قَالَ: "إِنَّا قَدِ اتَّخَذْنَا خَاتَمًا، وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا، فَلاَ يَنْقُشْ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِهِ"، ثُمَّ قَالَ أَنَسٌ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِهِ فِي يَدِهِ).
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: شيخ المصنّف تقدّم فِي الباب الماضي. و"هارون بن إسماعيل ": هو الْخَزّازُ، أبو الحسن البصريّ، ثقة، منْ صغار [9] 5/ 465. و"عليّ ابن المبارك": هو الْهُنائيّ البصريّ، ثقة، منْ كبار [7] 28/ 1411.
وقوله: إنا قد اتّخذنا الخ" بصيغة ضمير الجمع، وهي للتعظيم، والمراد "إني قد اتخذت".
وقوله: "فكأني أنظر إلى وَبيصه" -بفتح الواو، وكسر الموحّدة-: البريق وزنًا ومعنًى.
والحديث متَّفقٌ عليه، كما سبق بيانه فِي الذي قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
...
5211 - (أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، الْخُوَارَزْمِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، لاَ تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ، وَلاَ تَنْقُشُوا عَلَى خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا).