إظهار الحلي والذهب"، ثم ساق أحاديث الوعيد. انتهى كلام ابن القيّم رحمه الله تعالى.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: عندي أن قول منْ حمل أحاديث الوعيد عَلَى منْ لم تؤدِّ زكاته أرجح. والله تعالى أعلم بالصواب.
5138 - (أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ -هُوَ الْمَعَافِرِيُّ- حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يَمْنَعُ أَهْلَهُ الْحِلْيَةَ وَالْحَرِيرَ، وَيَقُولُ: "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الْجَنَّةِ، وَحَرِيرَهَا، فَلاَ تَلْبَسُوهَا فِي الدُّنْيَا").
رجال هَذَا الإسناد: خمسة:
1 - (وهب بن بيان) أبو عبد الله الواسطيّ، نزيل مصر، ثقة عابد [10] 20/ 1399.
2 - (ابن وهب) عبد الله المذكور فِي الباب الماضي.
3 - (عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاريّ مولاهم، أبو أيوب المصريّ، ثقة ثبت فقيه [7] 63/ 79.
4 - (أبو عُشّانة) -بضم المهملة، وتشديد الشين المعجمة-: هو حَيّ -بفتح أوله، وتشديد التحتانيّة- ابن يُومن -بضم التحتانيّة، وسكون الواو، وكسر الميم- الْمَعافريّ -بفتح الميم- المصريّ، ثقة، مشهور بكنيته [3] 26/ 666.
5 - (عقبة بن عامر) الجُهني الصحابيّ المشهور، ولي إِمْرَة مصر لمعاوية رضي الله تعالى عنهما ثلاث سنين، وكان فقيهًا فاضلاً، مات فِي قرب الستّين، وتقدمت ترجمته فِي 108/ 14. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير أبي عُشّانة، وهو ثقة. (ومنها): أنه مسلسل بثقات المصريين، والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
عن أبي عُشّانة المعافريّ رحمه الله تعالى (أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ) رضي الله تعالى عنه (يُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يَمْنَعُ أَهْلَهُ الْحِلْيَةَ) بكسر الحاء المهملة، وسكون اللام: أي الزينة، وجمعها حلى، مقصورًا، وتضمّ حاؤه، وتكسر (وَالْحَرِيرَ) قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: الظاهر أنه يمنع أزواجه الحِلية مطلقاً، سواء كَانَ منْ ذهب، أو فضة، ولعلّ ذلك مخصوص بهنّ؛ ليؤثرن الآخرة عَلَى الدنيا، وكذا الحرير، ويحتمل أن المراد