مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- رضي الله تعالى عنه هَذَا صحيح.

[فإن قلت]: كيف يصح، وفيه شيخ أبي نضرة، وهو مجهول، قَالَ المنذريّ رحمه الله تعالى: وَقَالَ الترمذيّ: هَذَا حديث حسنٌ، إلا أن الطفاويّ، لا نعرفه إلا فِي هَذَا الْحَدِيث، ولا يُعرف اسمه. وَقَالَ أبو الفضل محمد بن طاهر: والطفاويّ مجهول. انتهى؟.

[قلت]: الْحَدِيث له شاهد منْ حديث أنس -رضي الله عنه- أخرجه الطبراني فِي "المعجم الكبير"، والضياء المقدسيّ فِي "الأحاديث المختارة" (?) منْ طريقه عن محمد بن الحسين الأنماطي، عن سعيد بن سليمان الواسطي، عن إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "طيب الرجال ما ظهر ريحه، وخفي لونه، وطيب النِّساء ما ظهر لونه، وخفي ريحه". وهذا إسناد حسن، وإسماعيل بن زكريا هو المعروف بشَقُوصَا صدوقٌ يهم قليلاً، وهو منْ رجال الجماعة.

والحاصل أن الْحَدِيث صحيح. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -32/ 5119 و5120 - وفي "الكبرى" 39/ 9408 و9409. وأخرجه (د) فِي "النكاح" 2174 مطولاً كما سبق آنفاً، وفي "الحمّام" 4019 مختصراً (ت) فِي "الأدب" 2787. ت والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

5120 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الطُّفَاوِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "طِيبُ الرِّجَالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ، وَخَفِيَ لَوْنُهُ، وَطِيبُ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ، وَخَفِيَ رِيحُهُ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: شيخ المصنّف تقدّم قبل بابين. و"محمد بن يوسف الفريابيّ" (?): هو الضبيّ مولاهم الثقة الفاضل [9]. و"الطُّفاويّ" بضم الطاء المهملة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015