سُميع، قَالَ: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "أمرت أن أقاتل المشركين، حَتَّى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وأكلوا ذبائحنا، فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها". انتهى.
(الثاني): قوله: "يحيى بن أيوب البصريّ" غلط، والصواب المصريّ بالميم لا بالباء؛ لأن يحيى مصريّ بالميم، لا بصريّ بالباء الموحّدة، فتنبّه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
...
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: المناسبة بين هَذَا الكتاب، والذي قبله ظاهرة، إذ الإيمان حِليةُ القلب، كما أنَ ما يُذْكَرُ فِي "كتاب الزينة" منْ اللباس وغيره حِلْيَةُ البدن.
و"الزينة" -بكسر الزاي-: اسم منْ زان الشيءُ صاحبه زَيْنًا، منْ باب سار، وأزانه إزانةً، مثله، وزيَّنه تزيينًا مثله، والزين نقيض الشين. قاله الفيّوميّ. وَقَالَ المجد فِي "القاموس": الزينة -بالكسر-: ما يُتزيّن به، كالزِّيَان، ككِتاب. قَالَ: والزَّيْنُ ضدّ الشين، جمعه أَزْيَان، وزانه، وأزانه، وزيّنه، وأزينه، فتزيَّنَ هو. انتهى. وَقَالَ فِي "لسان العرب": الزينة: اسم جامع لكلّ شيء يُتزَيَّن به، وَقَالَ أيضًا: الزِّينة، والزُّونة: اسم جامع لما يُتزيّن به، قُلبت الكسرة ضمّةً، فانقلبت الياء واوًا. وقوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} الآية [النور: 31]: معناه: لا يُبدين الزينة الباطنة، كالْمِخْنَقة، والْخَلَخَال، والدُّمْلُج، والسِّوَار، والذي يظهر هو الثياب، والوجه. قَالَ: والزينُ: خلاف الشين، وجمعه أزْيان، قَالَ حُميد بن ثَوْر:
تَصِيدُ الْجَلِيس بِأَزْيَانِهَا ... وَدَلَّ أَجَابَتْ عَلَيْهِ الرُّقَى
انتهى "لسان العرب" 13/ 201 - 202 بتصرّف. والله تعالى أعلم بالصواب.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: أي هَذَا باب ذكر الأحاديث الدّالّة عَلَى بعض السنن،