هذه الرواية وَهَمٌ، وأن الصواب ما فِي رواية هَذَا الباب: "ولا ريح لها"، ثم قَالَ فِي "كتاب الأطعمة" لَمّا جاء فيه: "ولا ريح لها"، هَذَا أصوب منْ رواية الترمذيّ: "طعمها مر، وريحها مر"، ثم ذكر توجيهها، وكأنه ما استحضر أنها فِي هَذَا الكتاب، وتكلّم عليها، فلذلك نسبها للترمذي. قاله فِي "الفتح" 10/ 82 - 83. "كتاب فضائل القران". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث أنس رضي الله تعالى عنه متَّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -32/ 5040 - وأخرجه (خ) فِي "فضائل القران" 502 و5059 و"الأطعمة" 5427 و"التوحيد" 7560 (م) فِي "الصلاة" 797 (د) فِي "الأدب" 4829 (ت) فِي "الأمثال" 2865 (ق) فِي "المقدمة" 214 (أحمد) فِي "مسند الكوفيين" 19055 و19117 و19165 (الدارمي) فِي "فضائل القرآن" 3229. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): فِي فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان مثل قاريء القرآن منْ مؤمن، ومنافق. (ومنها): أن فيه فضيلةَ حاملي القران، وضرب المثل للتقريب للفهم، وأن المقصود منْ تلاوة القرآن العمل بما دل عليه. (ومنها): تشبيه القرآن بالأترجّة؛ لأنها منْ أفضل الثمار؛ لكبر جِرمها، وحسن منظرها، وطيب طعمها، ولين ملمسها، ولونها يسرّ الناظرين. (ومنها): أن فيه تشبيه الإيمان بالطعم الطيبّ؛ لكونه خيرًا باطنيًّا، لا يظهر لكلّ أحد، وتشبيه القرآن بالريح الطيّب، ينتفع بسماعه كلُّ أحد، ويظهر سمحًا لكلّ سامع. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015