مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُقَيَّرِ، وَالْمُزَفَّتِ").
رجال هَذَا الإسناد: أربعة:
1 - (قتيبة) بن سعيد الثقفيّ، ثقة ثبت [10] 1/ 1.
2 - (عبّاد بن عبّاد) بن حبيب بن الْمُهَلّب بن أبي صفرة المهلّبيّ الأزديّ، أبو معاوية البصريّ، ثقة ربّما وهِم [7] 123/ 1081.
3 - (أبو جمرة) نصر بن عمران الضُّبَعيّ البصريّ، نزيل خراسان، ثقة ثبت [3] 88/ 2012.
4 - (ابن عباس) عبد الله البحر رضي الله تعالى عنهما 27/ 31. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ رباعيات المصنّف رحمه الله تعالى، وهو (2340) منْ رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بثقات البصريين، غير شيخه، فإنه بغلانيّ. (ومنها): أن فيه ابن عباس رضي الله تعالى عنهما منْ العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، ومن المشهورين بالفتوى منْ الصحابة رضي الله تعالى عنهم. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي جَمْرَةَ) هو بالجيم والراء، كما تقدّم، واسمه: نصر بن عمران بن نوح بن مخلد، الضُّبَعي -بضم الضاد المعجمة، وفتح الموحدة- منْ بني ضُبيعة -بضم أوله، مصغرًا-: وهم بطن منْ عبد القيس، كما جزم به الرشاطي، وفي بكر بن وائل بطن، يقال لهم: بنو ضُبيعة أيضًا، وَقَدْ وَهِمَ منْ نَسَب أبا جمرة إليهم، منْ شُرّاح البخاريّ، فقد رَوَى الطبراني، وابن منده، فِي ترجمة نوح بن مخلد، جَدّ أبي جمرة، أنه قَدِم عَلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ له: "ممن أنت؟ "، قَالَ: منْ ضبيعة ربيعة، فَقَالَ خير ربيعة عبد القيس، ثم الحي الذين أنت منهم. قاله فِي "الفتح" 1/ 177.
وفي رواية البخاريّ فِي "الإيمان": "عن أبي جمرة، قَالَ: كنت أقعد مع ابن عبّاس، يُجلسني عَلَى سريره، فَقَالَ: أقم عندي، حَتَّى أجعل لك سهمًا منْ مالي، فأقمت معه شهرين، ثم قَالَ: إن وفد عبد القيس ... " الْحَدِيث.
وسبب تحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لأبي جمرة بهذا الْحَدِيث، ما بينه مسلم منْ طريق غندر، عن شعبة، فَقَالَ بعد قوله: "وبين النَّاس": "فأتته امرأة تسأله عن نبيذ الجر، فنهى عنه، فقلت: يا ابن عباس، إني أنتبذ فِي جَرَّة خضراء نبيذا حلوا،