لطائف هذا الإسناد

منها: أنه من سباعياته، وأن رواته كلهم ثقات، وأنهم ما بين بصريين وهم الثلاثة الأولون، وكوفيين: وهم الباقون إلا ابن الحنفية، فمدني، وفيه رواية تابعي، عن غير تابعي عن تابعي وهم الأعمش، عن منذر، عن محمَّد بن علي، وفيه رواية الابن عن أبيه، وفيه ما قيل: لا يُعْلَم أحد أسند عن علي رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مما أسند ابن الحنفية عنه.

شرح الحديث

(عن علي) رضي الله عنه أنه (قال: استحييت) تقدم البحث عن الحياء قريبا (أن أسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن) حكم (المذي) تقدم ضبطه ومعناه قريبا (من أجل فاطمة) بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيدة نساء المؤمنين، لها ثمانية عشر حديثا، اتفقا على حديث. رَوَى عنها علي، وابنها الحسين وعائشة، وأنس، وطائفة. وفضائلها كثيرة. ماتت سنة -11 - ودفنها علي ليلا، قيل صلى عليها العباس، وقيل: علي، وهو الذي غسلها، مع أسماء بنت عميس، قاله ابن عبد البر. اهـ. "صة" باختصار، وزيادة من الهامش. ج 3 ص 389.

أي من أجل كونها زوجتي (فأمرت المقداد بن الأسود) رضي الله عنه، أي بسؤال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأله (فقال) - صلى الله عليه وسلم - (فيه الوضوء) أي في المذي الوضوء واجب، وهذه العبارة تدل على أن عليا رضي الله عنه سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولئن قلنا: إنه لم يسمعه، فحكمه حكم مرسل الصحابي، قاله العيني ج 2 ص 215 وقد تقدم تمام البحث في هذا قريبا.

قال الجامع: مسائل هذا الحديث تقدمت في الأحاديث المتقدمة فلا نطيل الكتاب بتكرارها. والله أعلم.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015