كندة، فحالفهم، ثم أصاب فيهم دما، فهرب، إلى مكة فحالف الأسود، وهو قديم الصحبة من السابقين في الإسلام، قيل: إنه سادس ستة، شهد بدرا، ولم يثبت أنه شهد فيه فارس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيره، وقيل إن الزبير رضي الله عنه أيضا كان فارسا، رُوي له عن رسول - صلى الله عليه وسلم - اثنان وأربعون حديثا، اتفقا على حديث واحد، ولمسلم ثلاثة، مات بالجُرُف، وهو على عشرة أميال من المدينة، ثم حُمل على رقاب الرجال إليها سنة -33 - في خلافة عثمان، وصلى عليه عثمان رضي الله عنه، وهو ابن [70] سنة، روى له الجماعة (?).
(إذ ابني الرجل بأهله) أي قرب منها، أنه دخل بها، وإن كان أصله لذلك، بدليل قوله: ولم يجامعها.
قال الفيومي رحمه الله: وَبَنَى على أهله: دخل بها، وأصله أن الرجل كان إذا تزوج بني للعرس خباء جديدا، وعمره بما يحتاج إليه، أو بنى له تكريما، ثم كثر حتى كني به عن الجماع، وقال ابن دريد:
بَنَى عليها وبنى بها، والأول أفصح، هكذا نقله جماعة، ولفظ التهذيب: والعامة تقول: بني بأهله، وليس من كلام العرب، قال ابن السكيت: بني على أهله: إذا زفت إليه. المصباح ج 1 ص 63.
وقال ابن منظور رحمه الله بعد حكايته نحو ما تقدم: وقد ورد بَنَى بأهله في شعر جراَن العَوْد، قال: (من الطويل)
بَنَيْتُ بهَا قَبلَ اِلمحَاقِ بلَيْلَةٍ ... فَكَانَ محَاقًا كُلُّهُ ذَلكَ الشَهْرُ
قال ابن الأثير: وقد جاء بني بأهله في غير موضع من الحديث وغير الحديث.
وقال الجوهري: لا يقال: بني بأهله، وعاد فاستعمله في كتابه. اهـ لسان ج 14 ص 97.