-رضي الله عنه- هَذَا منْ طريق إبراهيم التيمي، عن أبيه، قَالَ: قَالَ علي رضي الله عنه: ما عندنا كتاب نقرؤه، إلا كتاب الله، غير هذه الصحيفة، قَالَ: فأخرجها، فإذا فيها أشياء منْ الجراحات، وأسنان الإبل، قَالَ: وفيها: "المدينةُ حرم ما بين عَيْرٍ إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف، ولا عدل، ومن والى قوما بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله، والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل، وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما، فعليه لعنة الله، والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل". انتهى.

قَالَ فِي "الفتح" 13/ 532: الذي تضمّنه هَذَا الْحَدِيث مما فِي الصحيفة المذكورة أربعة أشياء: [أحدها]: الجراحات، وأسنان الإبل. [ثانيها]: "المدينة حرم". [ثالثها]: ومن والى قومًا بغير إذن مواليهم". [رابعها]: وذمّة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم". انتهى مختصرًا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث عليّ -رضي الله عنه- هَذَا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -9/ 4736 و4737 و13/ 4746 و4747 و4748 - وفي "الكبرى" 8/ 6936 و12/ 6946 و6937 و6947 و6948. وأخرجه (خ) فِي "العلم" 111 و"الحج" 1870 و"الجهاد" 3047 و"الجزية" 3180 و"الفرائض" 6755 و"الديات" 6903 و6915 و"الاعتصام بالكتاب والسنة" 7300 (م) فِي "الحج" 1370 (د) فِي "المناسك" 2034 و"الديات" 4530 (ت) فِي "الديات" 1412 و"الولاء" 2127 (ق) فِي "الديات" 2658 و (أحمد) فِي "مسند العشرة" 600 و616 و784 و962 و1040 (الدارمي) فِي "الديات" 2250. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): فِي فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان ثبوت القصاص بين الأحرار والعبيد فِي النفس، وهو الصحيح؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمنون تتكافؤ دماؤهم"، وسيأتي بيان الخلاف فِي المسألة التالية، إن شاء الله تعالى. (ومنها): تفنيد عليّ -رضي الله عنه- مزاعم أهل الضلال الذين يقولون عَلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زورًا، وبُهتانًا أنه خصّ عليّا -رضي الله عنه-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015