الله تعالى: وهذه قضيّة أخرى، غير قضيّة صاحب النِّسْعَة، ولعلّه -صلى الله عليه وسلم- عَلِم بوحي أن القتل فِي حقّ هَذَا القاتل خير بخلاف القاتل فِي الواقعة السابقة. والله تعالى أعلم. انتهى. "شرح السنديّ" 7/ 18. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث بُريدة -رضي الله عنه- هَذَا حسنٌ، وَقَدْ ضعفه بعضهم، والظاهر أنه بسبب الكلام فِي بشير بن المهاجر، كما سبق أنه ليّن الْحَدِيث، وعندي أن حديثه هَذَا حسنٌ، فقد وثّقه ابن معين، والعجليّ، وَقَالَ المصنّف: ليس به بأس، ويشهد لحديثه هَذَا ما سبق فِي باب "تحريم الدم"، فقد أخرج المصنّف 2/ 3998 - منْ طريق عمرو بن شُرَحبيل، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "يجيء الرجل آخذا بيد الرجل، فيقول: يا رب، هَذَا قتلني، فيقول الله له: لم قتلته؟، فيقول: قتلته لتكون العزة لك، فيقول: فإنها لي، ويجيء الرجل، آخذا بيد الرجل، فيقول: إن هَذَا قتلني، فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان، فيقول: إنها ليست لفلان، فيبوء بإثمه".

وأخرج فِي 4000 - منْ طريق سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أنه سئل عمن قتل مؤمنا متعمدًا، ثم تاب، وآمن، وعمل صالحا، ثم اهتدى؟ فَقَالَ ابن عباس: وأَنّى له التوبة؟، سمعت نبيكم -صلى الله عليه وسلم-، يقول: "يجيء متعلقا بالقاتل، تشخب أوداجه دمًا، فيقول: أي رب سل هَذَا فيم قتلني؟ " الْحَدِيث.

والحاصل أن الْحَدِيث حسنٌ، فتأمّل بإنصاف.

وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -6/ 4733 - وفي "الكبرى" 6/ 6933. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريدُ إلا الإصلاح، ما استطعتُ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

...

قَالَ الجامع الفقير إلى مولاه الغنيّ القدير، محمد ابن الشيخ عليّ بن آدم بن موسى الإِتْيُوبيّ الولّويّ، نزيل مكة المكرّمة، عفا الله تعالى عنه وعن والديه ومشايخه آمين:

قد انتهيت منْ كتابة الجزء الخامس والثلاثين منْ شرح سنن الإِمام الحافظ الحجة أبي عبد الرحمن النسائيّ رحمه الله تعالى، المسمّى "ذخيرةَ العُقْبَى فِي شرح المجتبى"، أو "غاية المنى فِي شرح المجتنى".

وذلك بحيّ الزهراء، مخطّط الأمير طلال، فِي مكة المكرمة زادها الله تعالى تشريفًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015