لطائف هذا الإسناد
منها: أنه من سباعيات المصنف.
ومنها: أن رجال الإسناد شاميون إلا اثنين: عمرو فنسائي: والليث فمصري.
ومنها أن كلهم ثقات إلا معاوية فصدوق، له أوهام.
ومنها أن فيه رواية صحابي، عن صحابي.
شرح الحديث
قال عمرو بن عبسة رضي الله عنه (قلت: يا رسول الله كيف الوضوء) سؤال عن صفته، قال في المصباح: "كيف": كلمة يستفهم بها عن حال الشيء، وصفته، يقال: كيف زيد، ويراد به السؤال عن صحته وسقمه، وعسره، ويسره، وغير ذلك. اهـ ج 2 ص 546 (قال) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (أما) بفتح الهمزة وتشديد الميم، وقد تبدل ميمها الأولى ياء استثقالا للتضعيف، فيقال أيْمَا، قال عمر بن أبي ربيعة (من الطويل):
رَأتْ رجُلًا أيْمَا إذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ ... فَيَضْحَى وأيْمَا بالعَشيِّ فَيَخْصَرُ
وهي حرف شرط وتوكيد، وتفصيل، قال ابن هشام في المغني: وأما التفصيل فهو غالب أحوالها، وقد تأتي لغير تفصيل أصلا نحو أما زيد فمنطلق اهـ مغني اللبيب 1 ص 54.
قال الجمامع عفا الله عنه: كونها لغير تفصيل هنا هو الواضح لعدم سبق ما يفصل.
ثم إنه يُفصل بين أما وبين الفاء بواحد من ستة أمور:
أحدها: المبتدأ نحو {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ} [الكهف: 79] الآية.
والثاني: الخبر نحوا أما في الدار فزيد.
والثالث: جملة الشرط نحو {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ} الآيات [الواقعة: 88 - 89].