قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "المروة" بفتح إلميم، وسكون الراء، وفتح الواو، آخره هاء التأنيت: هي الحجارة البِيض، وقيل وهو الذي يُقدح منه النار. والله تعالى أعلم بالصواب.
4401 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أَنَّهُ أَصَابَ أَرْنَبَيْنِ، وَلَمْ يَجِدْ حَدِيدَةً، يَذْبَحُهُمَا بِهِ، فَذَكَّاهُمَا بِمَرْوَةٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي اصْطَدْتُ أَرْنَبَيْنِ، فَلَمْ أَجِدْ حَدِيدَةً، أُذَكِّيهِمَا بِهِ، فَذَكَّيْتُهُمَا بِمَرْوَةٍ، أَفَآكُلُ؟ قَالَ: "كُلْ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة.
و"داود": هو ابن أبي هندء و"عامر": هو ابن شَرَاحيل الشعبيّ.
وقوله: "اصطدت" وفي النسخة التي شرحها السنديّ، "اصدّتُّ"، وأصله افتعال، منْ صاد، قلبت تاء الافتعال منه طاء؛ لوقوعها بعد حرف الإطباق، ثم قلبت الطاء صادًا، وأُدغمت فِي الصاد، فصار "اصّدت، بتشديد الصاد، وإلى هَذَا القاعدة أشار ابن مالك رحمه الله تعالى فِي "خلاصته" حيث قَالَ:
طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبَقِ ... فِي ادَّانَ وَازْدَدْ وادَّكِرْ دَالًا بَقِي
ويجوز أيضًا إظهار الطاء، فيقال: "اصطدت"، كما هو معظم نسخ "المجتبى"، و"الكبرى".
والحديث صححيحٌ، وَقَدْ تقدم فِي "كتاب الصيد والذبائح" 25/ 4315 ومضى شرحه، وتخريجه هناك، فراجعه تستفد.
واستدلال المصنّف رحمه الله تعالى به عَلَى الترجمة واضحة، فإنه صريحٌ فِي إباحة الذبح بالمروة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
4402 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاضِرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ ذِئْبًا نَيَّبَ فِي شَاةٍ، فَذَبَحُوهَا بِالْمَرْوَةِ، فَرَخَّصَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي أَكْلِهَا).
رجال الإسناد: ستة:
1 - (محمد بن بشار) بُندار، أبو بكر البصريّ، ثقة حافظ [10] 24/ 27.
2 - (محمد بن جعفر) غندر البصريّ، ثقة صحيح الكتاب [9] 21/ 22.