بنت النعمان [منْ بحر الطويل]:

فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأمْرُ أَمْرُنَا ... إِذَا نَحْنُ فِيْهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ (?).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: لكن وقع فِي هَذَا الحديث جوابها مقرونًا بالفاء، وهو قوله: "فَقَالَ: يا أيها النَّاس الخ"، فليُنظر.

(نَحْنُ وُقُوفٌ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَفَةَ، فَقَالَ) صلّى الله تعالى عليه وسلم ("يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ) ظاهره الوجوب، لكنهم حملوه عَلَى الندب المؤكّد (فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحَاةً) بالنصب عَلَى أنه اسم "إنّ"، مؤخرًا وخبرها قوله: "عَلَى أهل بيت" مقدمًا، و"الأضحاةُ" بفتح الهمزة، وجمعها أضحى، كأرطاة، وأرطى، يقال: ضَحّى تضحيةً: إذا ذبح الأُضحية وقت الضحى فِي اليوم العاشر منْ ذي الحجة، هَذَا أصله، ثم كثُر استعماله، حَتَّى قيل: ضَحَّى فِي أيّ وقت كَانَ منْ أيّام التشريق، ويتعدّى بالحرف، فيقال: ضَحّيتُ بشاة. أفاده الفيّوميّ (وَعَتِيرَةً") تقدّم ضبطها، ومعناها قريبًا (قَالَ مُعَاذٌ) هو ابن معاذ الراوي عن ابن عون (كَانَ) عبد الله (ابْنُ عَوْنٍ يَعْتِرُ) بفتح أوّله، وكسر ثانيه، يقال: عَتَر الشاة، والظَّبْية، ونحوهما يَعْتِرُها عَتْرًا، منْ باب ضرب: إذا ذبحها، وهي عتيرة. أفاده فِي "اللسان" (أَبْصَرَتْهُ عَيْنِي) بكسر النون مفرد مضاف إلى ياء المتكلم. وفي نسخة: "أبصرته بعيني" (فِي رَجَبِ) متعلّق بـ "يَعتِر"، ويحتمل أن يتعلّق بـ"أبصرته". يعني أنه رآه فِي شهر رَجَب يدبح عتيرةً، عملًا بهذا الحديث، وَقَدْ تقدّم أن محمد بن سيرين أيضًا كَانَ يذبح العتيرة فِي رَجَب، وتقدّم ترجيح مشروعيّتها، وأنه لا نسخ فيها. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

مِخْنَف بن سُليم رضي الله تعالى عنه هَذَا حسنٌ.

[فإن قلت]: كيف يُحَسَّن، وفي إسناده أبو رملة مجهول عين؛ لأنه لم يرو عنه غير ابن عون؟.

[قلت]: إنما حسُن لشواهده، فقد يشهد له حديث عمرو بن شُعيب الآتي بعده، وحديث نُبيشة رضي الله تعالى عنه الآتي فِي الباب التالي، وغيرهما منْ أحاديث الباب (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015