أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -37/ 4211 - وفي "الكبرى" 41/ 7834.

[فإن قلت]: كيف يصحّ هَذَا الحديث، وطارق، لم يسمع منْ النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلم، فهو فِي عداد التابعين منْ حيث الرواية، فيكون مرسلاً؟.

[قلت]: هو مرسلٌ، لكن له شواهد، منْ حديث أبي أمامة الباهليّ عند أحمد 5/ 251 و256 - ، وابن ماجه 4012 - بإسناد صحيح (?) منْ طريق أبي غالب، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، قَالَ: عرض لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل، عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله، أيُّ الجهاد أفضل؟ فسكت عنه، فلما رَمَى الجمرة الثانية سأله، فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة، وضع رجله فِي الغرز ليركب، قَالَ: "أين السائل؟ " قَالَ: أنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "كلمة حقّ، عند ذي سلطان جائر". ومن حديث أبي سعيد الخدريّ، عند أبي داود، والترمذيّ، وابن ماجه، وفيه عطيّة العوفيّ، وهو ضعيف، وأخرجه أحمد، والحاكم، وغيرهما منْ طريق عليّ بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، مرفوعًا، وعليّ بن زيد فيه ضعف، لكنه يصلح فِي المتابعة والشواهد (?).

والحاصل أن حديث طارق بن شهاب صحيح لغيره. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".

...

38 - (ثَوَابِ مَنْ وَفَّى بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ)

4212 - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي مَجْلِسٍ، فَقَالَ: "بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الآيَةَ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ، فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَهُوَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنْ شَاءَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015